المشاركات الثقافية للمملكة تلفت الأنظار لمعالمها التراثية والحضارية
أعاد تسجيل منطقة حمى الثقافية" في نجران في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، تأكيد عمق المملكة التاريخي الغني، الذي يسهم في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك.
وأكد لـ"الاقتصادية" الدكتور عوض السبالي أخصائي آثار الجزيرة العربية، أن منطقة حمى الثقافية تحوي كثيرا من المعلومات المهمة في مجالات مختلفة.
وأشاد بالخطوة الثقافية والسبق الأثري في تسجيل منطقة حمى الثقافية في نجران في منظمة التراث العالمي "اليونسكو" لتصبح سادس موقع سعودي أثري يسجل في المنظمة العالمية، مؤكدا أثر المشاركات الثقافية التراثية الدولية للمملكة، ولفت الأنظار لمعالمها التراثية والحضارية.
وقال السبالي إن المملكة بموقعها المتميز بين قارات العالم، كانت وما زالت، مرتكزا مهما في التقدم الحضاري، فقد تقاطعت على أراضيها طرق التجارة القديمة، وقام إنسان الجزيرة بالمساهمة في خدمة تلك التجارة التي كانت من أهم محاور الحضارة القديمة، ولعبت دورا كبيرا في نهضة الحضارة الإنسانية.
وأضاف أنه من خلال ما تحتويه منطقة حمى، من الممكن إنتاج أبحاث علمية كثيرة، ستضيف كثيرا من المعلومات عن حضارة المملكة الأصيلة، وإبداعها، ومساهماتها في الحضارات الأخرى"، مضيفا "تضم المملكة عددا كبيرا من المواقع الأثرية الخاصة بالرسوم والفنون الصخرية ومنها منطقة حمى الثقافية الواقعة شمال منطقة نجران، حيث تحتوي عددا كبيرا من الرسوم المتميزة التي شكلت لوحات فنية يمكن من خلالها معرفة كثير من المعلومات المهمة عن حضارة تلك المنطقة ونشاطاتها السكانية".
وجاءت عملية تسجيل "منطقة حمى الثقافية" في نجران نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها وفد المملكة لدى اليونسكو برئاسة الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وفريق من وزارة الثقافة، وهيئة التراث، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
وتقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حمى على مساحة 557 كيلومترا مربعا، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الألاف من النقوش والرسوم الصخرية.
وتعد واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، وتقع عند نقطة مهمة في طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسة في شبه الجزيرة العربية القديمة، وتمثل الآبار الموجودة في بئر حمى آخر نقطة إمدادات الماء على طريق الشمال، والأولى بعد عبور الصحاري على طريق الجنوب.
ويضم موقع حمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضم نقوشا بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، إضافة إلى النقوش العربية المبكرة "من فترة ما قبل الإسلام" التي تعد بدايات الخط العربي الحديث.