default Author

المستثمر الصغير والمرشد التجاري

|

هل تم افتتاح مقهى جديد في حيكم؟ في الأغلب سيكون الجواب بنعم في المدن الكبيرة خصوصا في الرياض وجدة والدمام.
بعد هبة "الفود ترك" جاءت هبة المقاهي إضافة إلى أنشطة صغيرة أخرى أغلبيتها غذائية "حلويات معجنات ... إلخ" ، ولا أعلم حقيقة واقع هذه الأنشطة من حيث النجاح أو الفشل
فرغم أن الجهات الحكومية المعنية بدعم الأنشطة التجارية والتشجيع عليها تزايد عددها مقارنة بالسابق إلا أننا ننتظر أن نرى إحصائيات متكاملة تتحدث عن واقع الأنشطة الصغيرة بصورة دورية، وحديثي هنا عن مشاريع الأفراد، فأموالهم إضافة إلى أهميتها القصوى لديهم هي أيضا فرص عمل لهم ولغيرهم من المواطنين، كما أنها من أموال الاقتصاد الوطني التي يجب توظيفها التوظيف السليم.
ولعدم خبرة الأغلبية من المنخرطين في هذه النشاطات في العمل التجاري وتأثرهم بما تفيض به وسائل التواصل مع تقلب أحوال السوق، أقترح أن تحدث وزارة التجارة بالتعاون مع جهات أخرى وحدة تسمى "المرشد التجاري" فمع توافر الخدمات الإلكترونية وما تجمعه من بيانات ضخمة، مفيدة إذا أحسن استغلالها تقوم هذه الوحدة المقترحة بنشر إحصائيات محدثة عن واقع كل نشاط صغير خصوصا المتزايد منها، مع توضيحات عن مديونياتها وأرباحها، إضافة إلى عدد التراخيص الجديدة وعدد ما أغلق من تراخيص لتحديد مؤشر النجاح والفشل مع ذكر الأسباب مع توافر البيانات، إحصائيات توضح التشبع في بعض الأنشطة وتركزها في مواقع معينة وندرة أنشطة أخرى ربما فيها فرص أفضل.
صحيح أن هذه الإحصائيات لو تم العمل بها لن تغني عن دراسات الجدوى الاقتصادية لكنها ستخفف من الاتجاه الانطباعي السائد الآن بين الشباب والشابات، فلان نجح في مشروع مقهى إذا المقهى مشروع ناجح، فلانة حققت الريادة في محل حلويات إذا هذا هو التوجه السليم.
ولنأخذ على سبيل المثال هبة "الفود ترك" فماذا عن واقعها الآن هل هناك استقرار في هذه الأعمال الصغيرة بيد المواطنين أم أنها تحولت إلى أيدي العمالة الأجنبية بطريقة نظامية وربما متسترة؟
لا أعتقد صعوبة استحداث وحدة "المرشد التجاري"، فما فائدة ثروة البيانات إذا لم يتم الإفصاح عنها بشفافية ومنهجية للمستثمر الصغير وللمهتمين بالاقتصاد؟ فكل خسارة مشروع صغير وإقفاله يعني مزيدا من العاطلين والباحثين عن فرص عمل وخسارة رؤوس أموال ومديونية تكبل وتعوق تطلعاتهم لمستقبل كريم.

إنشرها