Author

الإنسان والشعر والحيوان «3»

|
العلاقة القوية التي تربط الإنسان بالحيوان يخلدها الشعر، فيصف الشعراء الحيوانات مشيدين بالخصائص التي تتميز بها سواء من حيث القوة أو الشدة أو الجمال أو الهيبة، وغير ذلك مما تختلف فيه الحيوانات عن بعضها بعضا. ومن الحيوانات التي أفرد لها الشعراء العرب كثيرا من شعرهم ـ الذئب ـ أو كما ينطقه العامة ـ الذيب ـ إذ بلغ حد إعجابهم به أن سمى بعضهم ابنه "ذيب" إعجابا وتيمنا أن تكون خصائص الذئب مثل الشجاعة والقوة والأنفة متوافرة في ابنه. فها هو الشاعر شالح بن هدلان وقد سمى ابنه "ذيب" يقول:
ذيب عوى وأنا على صوته أجيب
ومن ونتي جضت ضواري سباعه
ابنذر اللي من ربوعي يبا الطيب
لا ياخذ إلا من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنه الذيب
عز لبوه وكل ما قال طاعه
فهو هنا يؤكد أن من أراد أن يكون ابنه مثل الذيب في قوته وشجاعته وإقدامه فليحرص على ألا يتزوج إلا من أسرة عرف أفرادها بالشجاعة. أما الشاعر رشيد الزلامي فيقول:
واقنب قنيب الذيب في راس مرقب
من حر ما به قام ينهش جنوبه
والشاعر خلف بن هذال ينشد،
يا ذيب لا تجذب علي الذيابه
حول وانا ببدي على الرجم يا ذيب
يا ذيب أنا لي وقفة وانقلابه
رجلي مضريها بروس المراقيب
وقد ألف الأستاذ سعد الشبانات كتابا شيقا أسماه "الذئب العربي" أورد فيه كثيرا من خصائص الذئب العربي وجملة من الأشعار التي قيلت فيه.
يرد ذكر الذئب في الشعر العربي كثيرا ومنها قول الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوت إنسان فكدت أطير
ومنها قول الراجز:
حتى إذا جن الظلام واختلط
جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط؟
وامرؤ القيس في معلقته المشهورة أورد الذئب مشبها عدو حصانه بعدو الذئب ـ سرحان ـ
له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
الصقر أو الحر أيضا له نصيب وافر من الشعر فهو من أقرب الطيور لقلوب العرب، كثير عزة يقول:
بغاث الطير أطولها رقابا
ولم تطل البزاة ولا الصقور
والشاعر الشعبي يقول:
الصقر له هيبة كما هيبة السيف
أغلى الطيور وموسم بالشجاعة

اخر مقالات الكاتب

إنشرها