«كراكيب»

خلال العام الماضي كان العالم يعيش فترة حظر بسبب كورونا، وقتها تساءل كثيرون عن مدى تحملهم لهذا الحظر، وهل سيصمدون من دون المرور بعوارض نفسية نتيجة العزلة والبعد عن الحياة الاجتماعية والخروج من المنزل، ورغم مساوئ تلك الفترة "الله لا يعيدها" إلا أنه كان لها بعض الجوانب الإيجابية، حيث تدافع الناس لشراء الألعاب التقليدية الجماعية التي تتطلب وجود أفراد الأسرة مع بعضهم مثل "الكيرم" الذي كان سيد الألعاب وقتها، كما أصبح الأهل يتحدثون مع أطفالهم بشكل أكبر، خصوصا الآباء الذين أدركوا حجم الأعباء الملقاة على كاهل الزوجات، كما بدأ معظم الأمهات في حملات تنظيف عميقة لدواليب المطابخ والملابس وأرفف المخازن وغرف التخزين فصدمن من كمية "الكراكيب" الموجودة في بيوتهن بلا أي فائدة، فبعض المعلبات انتهى تاريخها، وبعض الملابس المعلقة لم تعد صالحة ويجب التبرع بها، كما أن بعض الأجهزة قد تلفت ويجب عرضها للبيع "كقطع غيار"، أيضا بعض الأمهات بدأت في التفرغ لإدخال البهجة والتغيير على قلوب أبنائها وزوجها، حيث أصبحت تبحث عن الأفكار الإبداعية الجميلة التي تضفي روح التجديد بين زوايا منزلها وتغيير نظام الأثاث وغيره، ورغم مساوئ فترة الحظر إلا أنها جعلتنا نؤمن بأننا قادرون على التغيير الإيجابي من خلال البحث عن الأشياء الجميلة والتخلص من "الكراكيب".
لذلك إذا شعرت عزيزي القارئ أنك تنجرف نحو طريق مجهول وأحسست بالضياع فأنت بلا شك تعاني تراكم "الكراكيب" في حياتك، علاقة تستنزف طاقتك وجهدك وتجبرك على تبرير تصرفاتك وترغمك على الاعتذار المستمر لهفواتك الصغيرة وتدفعك للاستفزاز وإخراج أسوأ ما فيك، وتشعر فيها أنك تختنق ولست سعيدا فلا شك أنها نوع من "الكراكيب" التي حان الوقت للتخلص منها، أصدقاء سلبيون يتراقصون على وهج النار الذي يحرق أحلامك ويحيلها إلى رماد، ويقتاتون على سلب أفكارك الجميلة التي كنت تطاردها على أمل أن تحققها يوما، ويختفون في تلك الأوقات التي تحتاج فيها إليهم، فلا شك أنهم نوع من "الكراكيب" التي يجب عليك التخلص منها، لا تبق في العلاقة التعيسة نفسها ومع الأصدقاء المزيفين أنفسهم لمجرد أنك خائف من عدم قدرتك على إكمال حياتك من دون وجودهم الذي اعتدت عليه.
وخزة:
إن كنت لا تشعر بالسلام الداخلي فأنت بحاجة إلى التخلص من بعض "كراكيبك".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي