مع التحية .. لاتخاذ اللازم
لم توضع العلوم الإدارية إلا لأهميتها وضرورتها في مساعدة دعم الجانب الفني لتصبح الإدارة مزيجا متناغما بين العلم والفن، ومع هذا، قد يغفل الكثيرون الجانب الفني كونه العنصر الإبداعي والابتكاري ويتم التركيز على الجانب العلمي الذي يتسم غالبا بالجمود، لكنه أساسي في بعض العمليات الإدارية.
غالبا في الوزارات والجهات الحكومية، كان يتم تعيين بعض المسؤولين في المناصب القيادية في الإدارات العليا والوسطى دون وعي واهتمام بالجانب الإبداعي في العمل الإداري. وهنا تكمن أغلب المشكلات الإدارية التي تظهر على السطح نتيجة اختلال في معرفة فنون الممارسة الإدارية. ذات يوم، ذكر لي أحد المسؤولين، الذي اعترف بشجاعة أنه لم يكن مؤهلا للمنصب الإداري، وأن من رشحه قال له، "لا تقلق أنا معك إذا احتجت إلى أي استشارة، فأنا جاهز!"، ثم أضاف قائلا، "إذا تورطت في أي معاملة أقوم بتحويلها للإدارة المعنية شارحا عليها العبارة الماسية: مع التحية لاتخاذ اللازم، أو لا مانع حسب النظام!"، فهذه الجملة تبين أنك فاهم ولست بفاهم.
وأنك أيضا لا تمانع، وفي الوقت نفسه المعاملة تسير حسب النظام، وهكذا تحمي نفسك إداريا وماليا من أي عواقب. وفق فلسفة العبارة أعلاه، فهذا يعني أننا لسنا بحاجة إلى مديرين وقيادات، بل روبوتات آلية!
إن القيادة والإدارة ممارسة إبداعية تحتاج إلى خبرة وحنكة في بناء فريق العمل والتخطيط الجيد عبر استخدام الموارد المتاحة أفضل استخدام، وإشراك العاملين في صنع واتخاذ القرار، الذي يضمن سيرورة العمل وفق رؤية عصرية تتواءم مع التغيير الذي يستدعي الانسجام والوئام. بالمختصر، القيادي المتميز هو من يمارس مرونة التفكير في صنع النجاح.