المملكة تؤكد ترسيخ حضور الثقافة في مختلف مناحي الحياة

المملكة تؤكد ترسيخ حضور الثقافة في مختلف مناحي الحياة

أكدت المملكة أنها ماضية في ترسيخ حضور الثقافة بجميع أنماطها في مختلف مناحي الحياة بشكل يتواءم مع رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة 2030، ومنطلقة في مسيرة الاستراتيجية الثقافية الوطنية من إيمان راسخ وعميق بأهمية الدراسات والأبحاث للنهوض بالقطاع الثقافي بوتيرة مستدامة.
جاء ذلك في كلمة المملكة، أمس الأول، خلال الاجتماع رفيع المستوى للثقافة والتنمية المستدامة الذي نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، التي ألقتها سارة عاشور؛ رئيسة اللجنة الثانية في وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة.
وقدمت عاشور؛ الشكر للسفير فولكان بوزكير؛ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، لعقد هذا الاجتماع، مشيرة إلى أن الثقافة تمر اليوم بتحديات عصيبة، لكنها أيضا تثبت قوتها ومرونتها في مواجهة الأزمات.
وأشارت إلى أن تداعيات أزمة جائحة كورونا المستجد أثرت في القطاع الثقافي، خصوصا في القطاعات المعتمدة على المكان، مبينة أن الثقافة كانت حاضرة بقوة في المبادرات الافتراضية، ونجحت في استكشاف فرص جديدة للتواصل والحوار ضمن الفضاء الرقمي.
وبينت عاشور؛ أن التواصل الثقافي بجميع أشكاله وصوره يسهم في إبراز جماليات التنوع التي يزخر بها العالم اليوم في أفكاره وعاداته وتراثه، مفيدة بأن الثقافة تحضر هنا بوصفها قوة محركة تكاملية تدعم أهداف التنمية المستدامة، وتؤدي إلى تعزيز مظاهر التنوع وتوظيفها في إيجاد الحوار العابر للحضارات، وهذا ما نحتفي به اليوم.
وأكدت أنه لضمان استمرار ذلك، أصبحت الحاجة اليوم أكثر إلحاحا لدعم الفنانين والممارسين الثقافيين في مساعيهم لإثراء المشهد الثقافي بالابتكارات التي تسهم في تعزيز الحوار والتنوع الثقافي، كما تعزز من جهود تطوير الاقتصاد الإبداعي وتعظيم أثره الإيجابي في جودة حياة المجتمعات، مفيدة أنه بعد الأزمة التي أثرت في القطاع ومنسوبيه، فمن المهم أن تكون خطط تعافي القطاع الثقافي أساسية في جهود التعافي الكبرى حول العالم.
ولفتت عاشور؛ إلى أن وزارة الثقافة في المملكة حرصت على تقديم تقرير مفصل عن "الحالة الثقافية" بشكل سنوي بهدف رصد مظاهر التحولات والتطورات الثقافية لديها بشكل علمي والبناء عليها لفحص مظاهر التقدم في تحقيق المستهدفات ولرسم استراتيجيات التحول المستقبلية.
وقالت: نظرا لأن عام 2020 شهد تسارعا في التحول الرقمي لمقاومة تبعات جائحة كورونا المستجد، مثل تحويل الفعاليات الثقافية لمبادرات افتراضية، فقد اختارت وزارة الثقافة في بلادي ثيمة "رقمنة الثقافة" عنوانا لتقرير "الحالة الثقافية في المملكة" لعام 2020، لإلقاء الضوء على سمة "الرقمنة" باعتبارها أبرز الوسائل الإبداعية التي أثبتت بها الثقافة قدرتها على مجابهة التحديات.
وتناولت عاشور، عددا من الجهود التي قامت بها وزارة الثقافة في المملكة في هذا الصدد خلال مدة العزل الوقائي لمواجهة جائحة كورونا المستجد، حيث اتخذت الوزارة شعار "الثقافة في العزلة" الذي يعد مظلة تشمل جميع المبادرات الثقافية لابتكار أنشطة ثقافية متنوعة تستفيد منها مختلف شرائح المجتمع، الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على جهود الوزارة الرامية إلى جعل الثقافة نمط حياة في كل الظروف.
وأوضحت أن مبادرات الثقافة في العزلة شملت مجالات ثقافية متنوعة منها "أدب العزلة"، وهي مبادرة بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، تهدف إلى تحفيز المواهب الأدبية للكتابة خلال فترة العزل الوقائي، والتعبير عن المشاعر الداخلية بقوالب مختلفة من قصص وروايات ويوميات ونصوص. وبلغ عدد المسجلين في منصة "أدب العزلة" في أيامها الأولى نحو 95 ألفا.
وأضافت كما توجد مسابقة التأليف المسرحي، وهي مبادرة بتنظيم المسرح الوطني التابع لوزارة الثقافة موجهة لعموم الكتاب والمهتمين بالمسرح، بهدف اكتشاف المواهب في الكتابة المسرحية، وماراثون القراءة، وهي منصة إلكترونية مخصصة ذات مسارين رئيسين: هما مسار "القارئ الصغير" ومسار "القارئ الكبير"، يتنافس الجمهور فيها على القراءة المفتوحة متنوعة الاهتمامات ومشاركة ما يقرؤونه، وتهدف هذه المبادرة إلى مواكبة فترة العزل الوقائي وتوفير أنشطة ثقافية تعود بالفائدة على المجتمع بمختلف شرائحه، حيث شهد الماراثون في أسبوعه الأول قراءة أكثر من 149 ألف صفحة.

الأكثر قراءة