تسلل إيران
يسعى نظام الملالي في إيران إلى اختطاف القضية الفلسطينية العادلة من العرب، فمنذ ثورة الخميني استخدم في شعاراته الشعوبية، فلسطين، والقدس، والمسجد الأقصى، لمخاطبة عواطف العرب والمسلمين، واستطاع تحت هذا الغطاء بناء ميليشيات إرهابية سيطرت في النهاية على بلاد عربية في لبنان واليمن والعراق. والنظام الإيراني المحتل لأراض عربية في الأحواز، والغاصب لإمارة عربية "المحمرة"، وجزر إماراتية، يعامل العرب والسنة في إيران بعنصرية وطائفية، ولم يطلق رصاصة واحدة ضد الدولة الصهيونية، فكل حروب إيران بالأصالة والوكالة، كانت وما زالت ضد العرب، وكل جرائمها الإرهابية بالأصالة والوكالة ضد دول وشعوب عربية، وإذا كان بعض قادة فصائل فلسطينية، مثل "حماس" و"الجهاد"، يرون فيها نصيرا لهم، فهم واهمون، فالقضية الفلسطينية ليست سوى ورقة تفاوضية يسعى نظام خامنئي إلى الإمساك بها لاستخدامها لمصالحه الفارسية الطائفية، التي نرى رأي العين حقيقتها في قتل وتهجير السنة في سورية والعراق واليمن.
هذه حقائق يجب إعادة التذكير بها، لأن البعض في ردود فعل غير محسوبة ولا واعية، يقدم لنظام الملالي الطائفي في طهران ما يتمنى، بتهميش مركزية القضية الفلسطينية والقدس في الوجدان العربي.
إن الخطأ الذي وقع فيه العرب هو مسايرة المجتمع الدولي واقتناعهم بأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يسعى إلى حل القضية الفلسطينية بالمفاوضات، من مؤتمر مدريد إلى أوسلو، مع اتضاح الانحياز. ولا تختلف إيران عن الدولة العنصرية المحتلة لفلسطين، وليس بينهما عداوة، بل تنافس للهيمنة على أراضي وموارد أمة تعيش حالة ضعف زادت ثورات طالت بعض بلدانها في الأعوام الماضية، ضعفها ضعفا.
والتعامل فيما يصدر من بعض الأفراد أو الجماعات الفلسطينية ضد بلادنا من إساءات، لم يغير من الموقف الرسمي الثابت للمملكة المؤكد مركزية القضية الفلسطينية وحرصها في كل جهودها على إعادة الحقوق للفلسطينيين، والواجب أن نحصر هذه الإساءات في أصحابها، وفي أشخاصهم وكياناتهم دون تنازل أو مساس بالقضية العادلة. في عمر القضية الفلسطينية، مر عديد من الجماعات الثورية الفلسطينية، التي ادعت قيامها لأجل القضية، واستخدمت هذه الجماعات والأحزاب من دول ثورية في سورية حافظ الأسد، وليبيا معمر القذافي، ضد البلاد العربية أكثر من توجيه ثوريتها ضد دولة العدو الغاصب لفلسطين، ثم تلاشت هذه الجماعات ومزايداتها، وظهرت حقيقة تلك الأنظمة التي استخدمتها، وهو ما سيحدث مع طهران الملالي حين تنتهي من تحقيق أهدافها.