وزير النفط البحريني لـ"الاقتصادية": دراسة إنشاء خط غاز مع السعودية لتبادل الفائض

وزير النفط البحريني لـ"الاقتصادية": دراسة إنشاء خط غاز مع السعودية لتبادل الفائض
تستورد "بابكو" نحو 220 ألف برميل يوميا عبر خط الأنابيب القديم.
وزير النفط البحريني لـ"الاقتصادية": دراسة إنشاء خط غاز مع السعودية لتبادل الفائض
الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة

قال لـ"الاقتصادية" الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط البحريني، إن التعاون مستمر بين السعودية والبحرين في مجال الطاقة، حيث يتم دراسة إنشاء خط غاز بين البلدين للاستفادة المشتركة لتبادل الفائض من الغاز.
وأكد أن خط أنابيب النفط الجديد مع السعودية صمم لاستيعاب 350 ألف برميل في اليوم تحسبا للتوسعة الجديدة لمصفاة "بابكو" في البحرين، التي بدأ تنفيذها منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأوضح الوزير البحريني في حديث خاص لـ"الاقتصادية"، أنه تم إنجاز نحو 70 في المائة من أعمال المقاولات في المصفاة، متوقعا الانتهاء منها بنهاية 2022، قائلا: "بذلك سيزيد استيراد النفط الخام العربي الخفيف من السعودية إلى البحرين لتصبح شركة نفط البحرين بابكو من كبريات الشركات المستوردة للخام السعودي، بل تعد الشركة الوحيدة من خارج السعودية، التي تستورد النفط عبر خط الأنابيب، ما يؤكد مدى التعاون الكبير بين البلدين في قطاع النفط".
وأشار إلى استمرار البحرين في استيراد النفط من السعودية طوال السبعة عقود الماضية، حيث تستورد "بابكو" لمصفاة البحرين نحو 220 ألف برميل يوميا عبر خط الأنابيب القديم، الذي تم استبداله بخط الأنابيب الجديد، الذي دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل ثلاثة أعوام بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حيث صمم الخط لاستيعاب 350 ألف برميل يوميا.
وحول مستقبل التعاون بين البلدين في قطاع النفط والغاز، أوضح وزير النفط البحريني، أن هناك مجالات تعاون عديدة، بفضل التواصل المستمر مع الجانب السعودي، حيث هناك توجه للربط في مجال الغاز.
وأضاف: "نبحث مع وزارة الطاقة في السعودية إنشاء خط غاز بين البلدين للاستفادة المشتركة لتبادل الفائض من الغاز، إذ إن البحرين لديها الآن ميناء لاستقبال الغاز المسال، ما يعزز ما يسمى بأمن الطاقة لزيادة عدد مصادر الطاقة، خصوصا أن الغاز أصبح المصدر الأهم بالنسبة لدول الخليج لإنتاج الكهرباء".
كما تطرق الوزير إلى التعاون المثمر بين قطاع النفط والغاز والقطاع الخاص السعودي، حيث من المتوقع أن يتجاوز حجم الصادرات السعودية إلى مشروع المصفاة 700 مليون دولار يتمثل في عديد من الخدمات الهندسية والصناعية والمساندة والآلات والمعدات البترولية والكهربائية والميكانيكية، مبينا أن هذا التعاون يشمل كثيرا من الخدمات البترولية المساندة لعمليات الحفر والاستكشاف البري والبحري.
وذكر الشيخ محمد بن خليفة أن المباحثات مستمرة مع بنك الصادرات السعودي لتنفيذ اتفاقية تمويل الصادرات السعودية لمشاريع قطاع النفط والغاز في البحرين.
وتابع الوزير: "البحرين تتطلع إلى قيام مشاريع مشتركة من خلال خطط لإنشاء معامل للبتروكيماويات في البحرين مرتبطة بمشروع المصفاة، وهناك مشاريع أخرى مكملة للعمل في هذا المجال، حيث توجد أعمال في الغاز الصخري، إذ إن التعاون مستمر بين الشركات في البلدين، ونتطلع إلى تعاون أكبر في المستقبل في ظل وجود لجنة مشتركة عليا بين البلدين".
وأكد المسؤول البحريني أن هناك مجالات تعاون عديدة مع السعودية في قطاع النفط، من بينها حقل أبو سعفة، الذي جاء ضمن ترسيم الحدود بين البلدين، وتم تشغيل الحقل في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث يتقاسم البلدان إنتاج الحقل، الذي تم تطويره على مرحلتين، إذ تم الاتفاق على زيادة الإنتاج في الحقل، واستقر الأمر على تناصف الإنتاج بواقع 150 ألف برميل لكل بلد.
وأشار إلى أن الحقل يعد من أكبر المشاريع التنموية بين البلدين، حيث أشرف مصرف الخليج الدولي على عملية تمويل هذا المشروع، مبينا أن البحرين تأمل في استمرار تطوير الحقل المشترك خلال الأعوام المقبلة.
وأوضح الشيخ محمد بن خليفة، أن السعودية تسهم في مجموعة من الشركات، التي تعمل في قطاع النفط والغاز في البحرين من بينها الشركة العربية لإصلاح السفن، وشركة الخليج للبتروكيماويات، وتمتلك "سابك" أكثر من 30 في المائة من أسهم الشركة، وكذلك تسهم "سابك" في شركة ألومنيوم البحرين "ألبا" على الرغم من أنها شركة غير نفطية، كما أن مصرف الخليج الدولي، الذي كان ولا زال له دور كبير في تمويل مشاريع الطاقة في جميع دول الخليج، خاصة في البحرين والسعودية يمثل كذلك نموذجا للتعاون بين البلدين.
وأكد الوزير استمرار التعاون في قطاع النفط والغاز من خلال تنظيم مجموعة من المؤتمرات سنويا، مضيفا "لا شك أن التعاون بين "أرامكو" و"بابكو" لأكثر من أربعة عقود قد أسهم في إنجاح هذه المؤتمرات المتخصصة".
وبدأ التنقيب عن النفط في البحرين 1925، حيث تم اكتشاف أول حقل نفطي في منطقة الخليج العربي في البحرين 1932، من قبل الشركة الأمريكية "استاندر أويل كاليفورنيا"، وهي المرة الأولى، التي تصل فيها الشركات الأمريكية إلى منطقة الخليج العربي للعمل، خصوصا في مجال التنقيب عن النفط.

الأكثر قراءة