اخلع نعليك
هناك بعض الممارسات البسيطة في ظاهرها، لكن لها مردود إيجابي على صحة الإنسان ومن ذلك المشي حافي القدمين. وهذه الممارسة التي زاولها الإنسان منذ القدم أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة صحتها والدور الذي تقوم به في مزيد من الراحة النفسية وصفاء الذهن، وقبل التطرق للفوائد الجمة المرتبطة بالمشي حافيا نشير إلى أنه قد روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر الصحابة بالاحتفاء أحيانا، يؤكد خبراء الصحة أن المشي حافيا ينشط الأوعية الدموية ويحافظ على الشكل الطبيعي للقدم ويقوي عضلات الساق ويهدئ النظام العصبي ويخلص الجسم من كثير من الأيونات السالبة، بجانب أهميته لصحة الظهر وآلام الفقرات، كما وجد أن المشي حافيا بين الحين والآخر هو أفضل طريقة للوقاية من مرض سعفة القدم الذي تسببه الفطريات وقلة التهوية في حال لبست الأحذية بشكل دائم، لقد ثبت أن التحرر من الأحذية أحيانا هو بمنزلة تدليك طبيعي للقدم يؤدي إلى تقوية عضلاتها ويساعد خاصة في فترة الطفولة على نمو القدم بشكل سليم إذ تفيد الدراسات إلى أن لبس الأطفال للأحذية باستمرار يزيد نسبة احتمال الأقدام المسطحة بثلاثة أضعاف ومن إمكانية الإصابة بتقوس القدمين، كما تشير الأبحاث إلى أن المشي حافيا على أرض مناسبة يحسن المزاج العام للإنسان وهو ما يؤيده نوع من أنواع الطب البديل أو التكميلي فيما يعرف بالطب الانعكاسي reflexology الذي يعتمد أساسا على ممارسة الضغط بصورة مدروسة على مواضع معينة في الجسم ومنها القدمان، يقول أحد خبراء الصحة: إذا أردت أن تعزز طاقتك الإيجابية فما عليك إلا أن تسير حافيا لمدة ربع ساعة يوميا شريطة أن تختار مكانا ملائما لذلك، حيث تكون الأرض مناسبة رملية كانت أو طينية أو من الأحجار الصغيرة غير المدببة أو الحادة، وحسنا فعل بعض البلديات في مدننا أن عملت ممرات مخصصة للمشي حافيا كما في متنزه الشلال في مدينة جلاجل، وهذا يدل على إدراك الجميع أهمية مثل هذه الممارسة، وبالطبع فإن من يعاني بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الاعتلال العصبي المفقدة للألم، وكذلك مرضى السكري أو غيرهم ممن يتأثرون حين المشي دون حذاء فيجب عليهم ألا يقدموا على ذلك إلا بعد استشارة مقدمي الرعاية الصحية وذلك تجنبا لأي مضاعفات لا قدر الله.