Author

كيف نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الشمسية؟

|
أخبار رائعة عن افتتاح أول محطة للطاقة المتجددة في مدينة سكاكا في شمال المملكة، تتزامن مع الإعلان عن خطة لإنشاء سبع محطات شمسية أخرى في مناطق مختلفة، ومن المؤمل أن تصبح المملكة خلال الأعوام العشرة المقبلة مركزا عالميا للطاقة النظيفة، وذلك في إطار "المبادرة الخضراء" التي أطلقتها المملكة في الفترة الأخيرة، التي تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري.
وتعد الطاقة المتجددة من مستهدفات رؤية المملكة 2030، إذ تنص على "نستهدف إضافة (9.5) جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى الإنتاج المحلي كخطوة أولى، كما نستهدف توطين نسبة كبيرة من سلسلة قيمة الطاقة المتجددة في اقتصادنا، وتشمل تلك السلسلة البحث والتطوير والتصنيع".
ومع تزايد الاهتمام العالمي بالاحتباس الحراري وتزايد خطورته على الحياة بأنواعها كافة على كوكب الأرض، تأتي الطاقة الشمسية خيارا رئيسا لتلبية احتياجات البشرية من الطاقة على المدى الطويل، خاصة مع الانخفاض التدريجي في تكاليف الطاقة الشمسية الذي يواكبه تقدم كبير في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الاستفادة من هذا النوع من الطاقة المتجددة، مثل الغبار والتوافق مع النظم الكهربائية السائدة.
جميل أن تكون الطاقة المتجددة ضمن أولويات رؤية المملكة 2030، الأمر الذي يعكس استشعارا لدى القيادة بأهمية هذا النوع من الطاقة، خاصة في دولة تمتلك مقومات طبيعية، قلما تتمتع بها دول أخرى، كالمساحة الشاسعة للمملكة، والعدد الكبير من الأيام المشمسة، وساعات السطوع الشمسي الطويلة، علاوة على الإمكانات الاقتصادية والإرادة السياسية المبنية على الفكر الاستراتيجي المستقبلي.
في ضوء وجود عناصر النجاح التي تتمتع بها المملكة، ومع جهود مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وكذلك مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، فإن الجامعات ينبغي أن تقوم بدور أكبر من خلال تركيز بعض الأقسام الأكاديمية على تقنيات الطاقة الشمسية من جهة، وزيادة البحوث في مجال الطاقة الشمسية كما ونوعا من جهة أخرى، وصولا إلى أن تكون المملكة الدولة الأولى في هذا المجال بإذن الله. ومن المؤمل أن تولي وزارة التعليم اهتماما خاصا ومماثلا لما أولته لجائحة كورونا من حيث الدعم السخي للمبادرات في مجال البحث والابتكار.
ولتصبح المملكة مركزا للطاقة الشمسية في العالم، فمن المناسب مواجهة بعض التحديات من خلال السياسات التالية: (1) دعم الصناعات في مجال تقنيات الطاقة الشمسية، لأن مؤسسات القطاع الصناعي لا تزال صغيرة في معظمها، وفي حاجة إلى الدعم من جهة، والشراكات الدولية من جهة أخرى. (2) دعم البحث والابتكار في هذا المجال لتعزيز دور الجامعات السعودية وإشراكها في الحراك الصناعي غير المسبوق الذي تشهده المملكة. (3) توفير المعلومات المناسبة للاستخدام السكني والصناعي من حيث جودة المنتجات الموجودة في السوق وفاعليتها، لتلبية الطلب المتنامي لدى كثير من الناس لاستخدام هذا النوع من الطاقة، خاصة بعد ارتفاع فاتورة الكهرباء، والاتجاه العالمي للاعتماد على الطاقة النظيفة. (4) تنظيم مؤتمر دولي للطاقة الشمسية تقدم فيه البحوث العلمية، وتعرض فيه الأجهزة والتقنيات الحديثة التي تساعد المستفيدين من أفراد ورجال أعمال، على تبني الطاقة الشمسية والاستفادة منها بأسعار معقولة ومشجعة.
إنشرها