إفشاء السلام

السلام، كلمة تؤنس الخاطر وتشرح الصدر، فالسلام يعني الدعاء بالسلامة من كل آفة وبلاء فإذا قلت لإنسان، "السلام عليكم"، فإن هذا يعني أنك تدعو له أن يسلمه الله من كل آفة صغيرة أو كبيرة. والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، وفي محكم التنزيل: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها.. الآية"، "فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة.. الآية" وفي السنة المطهرة عشرات الأحاديث التي تحض على إفشاء السلام، أي إظهاره ونشره بين الناس، "أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم.. الحديث"، "حق المسلم على المسلم ست، إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه.. الحديث". والجنة هي دار السلام. إفشاء السلام ليس مجرد شعار، ولكنه في حقيقته قيمة إنسانية رفيعة وراقية أعطيت حقها وافيا في المفهوم الشرعي. السلام قاعدة ترسخ الأمن الاجتماعي ووسيلة حوارية تدعو إلى تفعيل الجوانب التربوية بين أفراد المجتمع. من ألقى عليك السلام وجب أن ترد عليه التحية بأحسن منها أو بمثلها. ومع كل ذلك ومع وضوح أهمية إفشاء السلام في المجتمع، إلا أننا بكل أسف نلحظ انحسارا لظاهرة السلام فلم يعد الشخص يسلم إلا على من يعرفه فقط، بل إن البعض حين تطرح هذه التحية الجميلة يرمقك بنظرات لا تخلو من استغراب وكأنه في نفسه يقول، "خير، متى المعرفة؟!"، وهذه ولا شك نظرة قاصرة، إذ إن طرح السلام وإفشاءه ينشر الألفة ويشيع المودة ويؤلف بين القلوب. انظر وأنت في سيارتك في طريق بري ورفعت يدك مؤشرا بالسلام على فرد أو مجموعة، انظر لردة فعلهم وانشراح صدورهم بذلك. لذا فإنه من المهم أن نعود أنفسنا وأن نربي أبناءنا على إفشاء السلام ونثر وروده على من عرفنا وعلى من لا نعرف. فإفشاء السلام طوق نجاة ومنهج حياة وهو في مفهومنا يكون مع كل شيء في الوجود، فكما أنه مهم مع الإنسان فهو كذلك مع غيره فلا نؤذي حيوانا ولا طيرا ولا نقطع شجرة ولا نفسد بيئة. إذن، هو سلام مع الكون كله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي