تقارير و تحليلات

برنت يقفز 335 % منذ قاع "كورونا" .. ويسجل أعلى إغلاق في 21 شهرا

برنت يقفز 335 % منذ قاع "كورونا" .. ويسجل أعلى إغلاق في 21 شهرا

سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها خلال 21 شهرا، بعد أن أغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند 69.54 دولار بنهاية جلسة 5 آذار (مارس) الجاري، وهو أعلى إغلاق منذ 28 أيار (مايو) 2019 البالغ 70.1 دولار، وارتفع الخام 11 في المائة خلال ثلاث جلسات.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، جاء ذلك مدعوما من التمديد السعودي لخفض الإنتاج الطوعي بواقع مليون برميل يوميا خلال شهر نيسان (أبريل) المقبل، وقرار دول تحالف "أوبك+" الإبقاء على تخفيضات مع منح استثناء لروسيا وكازاخستان.
وارتفع خام برنت 335 في المائة عن أدنى سعر بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا، المسجل في 22 نيسان (أبريل) 2020 عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 558 في المائة عن أدنى سعر خلال الفترة ذاتها، المسجل نحو عشرة دولارات.
كما ارتفع خام برنت منذ مطلع العام الجاري 34 في المائة، مقارنة بنهاية 2020 عند مستوى 51.8 دولار، بينما ارتفع الخام الأمريكي 37 في المائة، كونه أغلق عند 48.5 دولار نهاية العام الماضي.
وكانت السعودية قد أقرت خفضا طوعيا لإنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا خلال شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) 2021.
وهذه ليست المرة الأولى التي تخفض فيها السعودية إنتاجها بشكل طوعي لاستعادة الاستقرار للأسواق، حيث كانت قد خفضته في حزيران (يونيو) الماضي بواقع مليون برميل يوميا أيضا.
وأسهم في ارتفاع أسعار النفط الفترة الماضية، التوصل إلى لقاحات لفيروس كورونا وبدء التطعيم بها في عديد من الدول، إضافة إلى توافق تحالف "أوبك+" على خفض تاريخي بدءا من أيار (مايو) الماضي.
وفي مطلع أيار (مايو) 2020، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك+" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
وتأتي ارتفاعات النفط بعد تراجعات حادة نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق دول العالم حدودها.
وشهد 20 نيسان (أبريل) 2020 تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم أيار (مايو)، حينها بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى "- 37.63 دولار" للبرميل عند التسوية.
وكان ذلك التراجع في اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) 2020، حيث تزامن الانخفاض القياسي مع عدم رغبة المشترين في التسلم فيه لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
وتزامن التراجع حينها مع توقع وكالة الطاقة الدولية، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020.
كما توقعت انكماشا قياسيا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) بعد اتفاق خفض الإنتاج.
وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس، قبل أن تعود الأسعار للتحسن التدريجي بفضل الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك+" .

وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات