جائحة كوفيد - 19 تشكل إلهاما لمخرجي الأفلام حول العالم
إذا كانت جائحة كوفيد - 19 زعزعت القطاع السينمائي وحرمت الجمهور من الشاشة الكبيرة، فهي كذلك شكلت مصدر إلهام للمخرجين، إذ يتناول عدد من الأفلام في مهرجان برلين مناخات نهاية العالم، أو يعالج بعضها مباشرة موضوع الأزمة الصحية.
يدرج الروماني رادو جود التدابير المرتبطة بالجائحة في فيلمه "باد لاك"، كما في مشهد يبدو فيه زبائن صيدلية يضعون جميعا كمامات وهم يناقشون فوائد التدابير الصحية في رومانيا.
وما دفع بجود إلى إدخال مشاهد من هذا النوع اقتناعه بأن "الفيلم يجب أن يعكس الزمن الذي يعرض فيه، والكمامات جزء من حياتنا اليومية". ويضيف "أردت التقاط هذه اللحظة، لكي أجد الجانب الأنثروبولوجي لوضع الكمامات. كذلك كان هاجسي ضمان سلامة الأشخاص المعنيين".
ويقول مازحا، "ما من فيلم في العالم يستحق أن يصاب شخص ما بسببه ولو بزكام بسيط، فكيف بأفلامي السيئة"، عادا أن السينما يجب أن "تعكسها زمنها".
ويشير إلى أنه اختار الأقنعة "كالأزياء"، فحرص على أن تكون مزينة بشعارات أو بوجوه باسمة.
أما فيلم الخيال العلمي الألماني السويسري المشوق "تايدز"، الذي تم تصويره قبل أزمة فيروس كورونا، وعرض ضمن القسم الخاص للمهرجان، فيهجر فيه البشر كوكب الأرض جزئيا ويلجأون إلى محطة فضاء ضخمة بسبب ظهور وباء عالمي قاتل.
ويقول المخرج تيم فيلباوم لـ"الفرنسية"، إنه أراد أن يقدم "تجربة بصرية أكثر مما هي نصية" من خلال فيلمه هذا الحافل بمشاهد خلابة، وهو الثاني له، ولم يكن يتوقع أن يصبح الواقع مطابقا لما تخيله.
لكنه يخشى مع ذلك أن ينفر المشاهدون من فيلمه، "إذ إن آخر ما يريدون مشاهدته هو فيلم يذكرهم بهذه المرحلة المحزنة"، دون أن يستبعد أن يثير فضولهم "فربما بعد مشاهدته، قد يناقش الجمهور الجوانب البناءة في الوضع الذي نعيشه".
وتشكل جائحة كوفيد - 19 وما أدت إليه من تغييرات جذرية في حياة الناس مصدر إلهام مباشرا للكندي جون جريسون.