نمو التهديدات الإلكترونية المتخفية تحت ستار المنصات التعليمية 60 %
في ظل إغلاق المدارس واتباع القطاع التعليمي نمط "التعلم عن بعد" بسبب جائحة كوفيد - 19، بات مجرمو الإنترنت يحاولون استغلال هذا الأمر في شن هجماتهم بشكل أكبر من السابق، حيث واجه 270171 مستخدما، تهديدات مختلفة استترت أو تخفت بهيئة منصات تعليمية رقمية شائعة، بزيادة قدرها 60 في المائة في النصف الثاني من العام الماضي مقارنة بالنصف الأول منه.
وتأثر أكثر من مليار طالب حول العالم، خلال العام الماضي، بإغلاق المدارس، في حين حاولت شتى الدول - آنذاك - إبطاء معدلات الإصابة المتزايدة بفيروس كوفيد - 19 كورونا المستجد، وأدى هذا الأمر بكثيرين إلى التحول الطارئ نحو التعلم عن بعد، وهو التحول الذي ترك عديدا من الطلبة والمعلمين عرضة للمخاطر الرقمية. وعادت المدارس حاليا، في أنحاء عديدة من العالم، إلى إغلاق أبوابها مرة أخرى، في ظل مساعي الحكومات إلى مكافحة عودة تفشي الفيروس، وليس من المستغرب أن يؤدي هذا، من جديد، إلى عواقب غير محمودة.
وكان إجمالي عدد المستخدمين الذين واجهوا بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) من العام الماضي تهديدات مختلفة انتشرت تحت ستار منصات التعلم الرقمية وتطبيقات الفيديو الشائعة عبر الإنترنت، 168550 مستخدما، بزيادة هائلة بلغت 20455 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، واستمر هذا الرقم في الارتفاع بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، حسبما وجد خبراء "كاسبرسكي". واعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2021، بلغ عدد المستخدمين الذين يواجهون محاولات للإيقاع بهم باستغلال منصات التعلم الشائعة عبر الإنترنت 270171 مستخدما، بزيادة قدرها 60 في المائة عن النصف الأول من عام 2020.
ومثل التطبيق الشهير Zoom أشد الإغراءات شيوعا لدى مجرمي الإنترنت، نظرا لكونه المنصة الأوسع انتشارا في العالم لعقد الاجتماعات عن بعد، التي تشهد مشاركة أكثر من 300 مليون شخص في الاجتماعات التي تقام عبره يوميا، وحل التطبيق Moodle ثانيا، متبوعا بـGoogle Meet. لاحظ خبراء "كاسبرسكي" أن عدد المستخدمين الذين واجهوا تهديدات مستترة بهيئة منصات تعلم أو مؤتمرات فيديو شائعة عبر الإنترنت زاد في جميع المنصات باستثناء واحدة هي Google Classroom.
ووجد الخبراء أيضا أن نحو 98 في المائة من التهديدات التي واجهت المستخدمين لم تكن فيروسات، وإنما انقسمت إلى برمجيات خطرة وأخرى إعلانية. وبينما "تقصف" البرمجيات الإعلانية المستخدمين بإعلانات غير مرغوب فيها، تتألف البرمجيات الخطرة من ملفات مختلفة تتضمن أشرطة متصفحات الويب وأدوات إدارة تنزيل التطبيقات وأدوات الإدارة عن بعد، التي قد تنفذ إجراءات مختلفة على جهاز الحاسوب من دون موافقة المستخدم. أما التروجانات فشكلت نحو 1 في المائة من التهديدات.
وعادة ما تواجه المستخدمين تهديدات مستترة أو متخفية بهيئة تطبيقات اجتماعات الفيديو الشائعة ومنصات الدورات التدريبية الرقمية من خلال أدوات تثبيت مزيفة للتطبيقات، قد توجد على مواقع ويب غير رسمية مصممة لتبدو كالمنصات الأصلية، أو عبر رسائل بريد إلكتروني مستترة بهيئة عروض خاصة أو بهيئة إشعارات واردة من المنصات الأصلية.
وقالت "كاسبرسكي"، إن المؤسسات التعليمية ستظل هدفا شائعا للمجرمين، ولا سيما أن هذا القطاع تقليدي لم يمنح الأمن الرقمي الأولوية التي يستحقها، وذلك حتى يعود جميع الطلبة إلى الغرف الصفية بدوام كامل، وأوضحت الجائحة جليا أن هذا الأمر يجب أن يتغير، ولا سيما مع تزايد دمج التقنيات في الغرف الصفية، سواء لأغراض التعليم الافتراضي أم غيره.