"حي الطريف" منطلق الماضي للحاضر .. إلى المستقبل

"حي الطريف" منطلق الماضي للحاضر .. إلى المستقبل
يحظى حي الطريف بالاهتمام والدعم اللا متناهي من قيادة المملكة.
"حي الطريف" منطلق الماضي للحاضر .. إلى المستقبل
من أهم القطع الآثرية في حي الطريف "السيف الأجرب".

على ضفاف وادي حنيفة تقع الدرعية،

دار لها في ماضي الوقت تذكار
يجيبنا تاريخها عن خبرها

كما وصفها الأمير عبدالله بن محمد بن سعود الكبير، التي أسست قبل 600 عام على يد مانع المريدي، وفيها تم إنشاء حي الطريف في قلب شبه الجزيرة العربية، صاحب المعالم التراثية الفريدة، التي أهلته للدخول ضمن قائمة التراث العالمي، كأحد أهم المواقع السياسية والجغرافية في المملكة.
على مر الأعوام تحديدا في القرن الـ12 الهجري، أصبحت الدرعية أهم إمارات وسط الجزيرة العربية بعدما أسس الإمام محمد بن سعود، الدولة السعودية الأولى، وعزز من أركانها ومن بعدها تحول حي الطريف إلى أهم أحياء الإمارة وشبة الجزيرة العربية.
ومن خلال طاولة اجتماع لجنة التراث العالمي في دورتها الـ34 في يونيسكو في البرازيل عام 2010، سجل "حي الطريف" مهد الملوك في الدرعية التاريخية، في قائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، حيث أصبح ثاني موقع سعودي يسجل في القائمة، بعد مدائن صالح.
يحظى "حي الطريف" باهتمام القيادة والدعم اللامحدود للتراث ودوره في المملكة، ولا سيما أنه يعد أحد أهم المواقع السياحية والجغرافية في السعودية، ويتكون من "قصر سلوى، معرض الدرعية، معرض الخيول العربية، المعرض الحربي، المعرض الفني، مسجد الإمام محمد بن سعود، مسجد سبالة موضي، المساحات التعليمية، سوق وعدة مرافق أخرى". ويتوقع أن يسهم الحي في جذب السياح والزوار من داخل السعودية وخارجها عند افتتاحه بشكل رسمي.
زارت "الاقتصادية" حي الطريف وتجولت داخل آثاره ومعالمه برفقة مرشدين سياحيين، واطلعت على متابعة الأعمال التطويرية و المتاحف ومعرفة تاريخ المباني الأثرية
والعريقة داخل الحي.

قصر سلوى
وفقا للخريطة الخاصة بمعلومات الحي، يتمتع "حي الطريف" بعدة أحداث وقصص تم تدوينها منذ زمن، بنحو 300 عام. ومن أهم معالمه قصر سلوى الذي يحكي قصص بطولات أئمة الدولة السعودية الأولى وأمجادهم، حيث يمتد على ضفاف "وادي حنيفة"، وتبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع، كما سكن فيه ثلاثة أئمة وهم "الإمام عبدالعزيز بن محمد، الإمام سعود بن عبدالعزيز، والإمام عبدالله بن سعود، وتوسع تدريجيا خلال فترة حكمه.

السيف الأجرب
من أهم القطع الآثرية في حي الطريف "السيف الأجرب" وهو سيف الإمام تركي بن عبدالله، مؤسس الدولة السعودية الثانية، حيث سمي بهذا الاسم نسبة إلى الصدأ الموجود على النصل، وكتب الإمام تركي بن عبدالله، أشهر قصائده التي خلد فيها ذكر السيف، قائلا،

يوم إن كل من خويه تبرى
حطيت الأجرب لي خوي مباري
نعم الرفيق إليا سطا ثم جرى
يودع مناعير النشامى حباري

ومن تلك الأبيات ينبثق لنا تاريخ "السيف الأجرب" الذي أصبح رمزا ثقافيا يحتذى به، ويمثل دورا كبيرا في توطيد الدولة السعودية ونشر استقرارها والمحافظة على أمنها.

خيل طرفة
يحتوي حي الطريف على معرض الخيول العربية، الذي يستعرض قصة الخيل "طرفة" التي تدور أحداثه حول إحدى خيول المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهي فرس عربية أصيلة أهداها الملك عبدالعزيز إلى الملك جورج السادس عام 1937، وذلك بمناسبة تتويجه ملكا للمملكة المتحدة وتقديرا وعرفانا لحسن الضيافة التي تلقاها، الأمير فيصل بن عبدالعزيز عندما زارا إنجلترا، وقد كلف مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة "النحاتة" كارين كاسبر لصنع هذه الخيل التاريخية منحوتة باللون البرونز مطلي، ويذكر أن نسل الخيل "طرفة" يعود إلى كحيلة الخرمة "أم" وعبيان الحمراء "أب".

وادي حنيفة
يلعب وادي حنيفة دورا بارزا في تاريخ وحضارة المملكة، حيث يعد من أقدم المناطق المعمورة في نجد، وذلك نظرا إلى خصوبته وعذوبة المياه، كما تمت تسميته بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة "بني حنيفة " التي استوطنت هذا الوادي قبل الإسلام بنحو قرنين من الزمان، حيث كان يطلق عليه اسم "وادي العارض" ولكن غلب عليه اسم وادي حنيفة.
ويمتد وادي حنيفة، إلى نحو 120 كيلومترا، قاطعا هضبة نجد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويراوح عرضه بين 100 إلى ألف متر، ويراوح العمق بين عشرة إلى 100 متر، ويطل حي الطريف على وادي حنيفة الذي أسهم في توفير الرخاء
والاستقرار منذ زمن.

نساء الطريف
للمرأة في حي الطريف دور بارز في عدة مجالات، ومن أبرز هؤلاء النساء في ذلك الوقت موضي بنت أبي وهطان التي صنعت مجدا من أعماق التاريخ، لتكون فخرا يحتذى به منذ بدايات الدولة السعودية الأولى، حيث كانت خير سند لزوجها الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية - آنذاك - وقدمت المشورة له، ما يدل على حضور المرأة في جميع نواحي الحياة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى عصرنا الحالي.

الأكثر قراءة