الفورمات والتقليد الأعمى
قالت المؤسسة العامة للتقاعد على حسابها في تويتر إنها "تابعت ما بثته قناة محلية من مغالطات وإساءة تناولت حالة السعودي بعد تقاعده بصورة نمطية ساخرة ومسيئة وبخيارات لا تعكس الواقع ولا الدور الإيجابي الذي يضطلع به المتقاعد السعودي". وعلى أثر هذا البيان أصدرت هيئة الإذاعة والتلفزيون بيانا أشارت فيه إلى "خطواتها لتعزيز المحتوى المحلي وتقديم مادة إعلامية بلغة عصرية وتقنية حديثة واستقطابها برامج من ضمنها برنامج (أسأل السعودية ) وهو فورمات عالمية يعرض في 40 دولة حيث يقوم على أساس استعراض آراء الجماهير على شكل أسئلة بقالب ترفيهي". وأضاف البيان.. "وقد تناول البرنامج سؤالا يختص بالمتقاعدين بشكل ترفيهي وتم تفسيره بشكل لا يتفق مع أهداف البرنامج".
وختمت الهيئة بتأكيد كامل تقديرها واحترامها للمتقاعدين وأنها لا يمكن أن تقبل الإساءة لهم أو الانتقاص منهم بأي شكل كان.
تساءل البعض هل الحساسية في المجتمع ارتفعت لدرجة أن يوترها فقرة في برنامج "ترفيهي"، أعتقد أنه حتى هؤلاء أو معظمهم ستظهر حساسيتهم حينما تمس شريحة ينتمون لها، ثم إن ما يبث في برنامج على قناة رسمية يختلف عن غيره، وهي أي القضية أو المسألة أراها قشة كشفت مسألة أعمق وهو الفهم لما يوصف بـ"القالب الترفيهي "، فهل هذا القالب يتشكل ليتحول إلى "قالب تتفيهي" وأين تعزيز المحتوى المحلي من هذا "الترفيهي"، والاستناد إلى أن البرنامج "فورمات عالمية" مشكلة أخرى تؤشر بالإصبع إلى خلل الاستنساخ الأعمى، كونه "عالميا" لا يعني أنه مناسب أو جيد، والاستنساخ في برامج التلفزيون هو الحاضر وهي حالة استنساخ مستنسخ بمعنى صورة عن صورة لذلك تظهر بهذا الشكل الباهت، فقبل جلب الفورمات "العالمية" تم جلب طواقم أجنبية استنسخت ما عملته في قنوات أخرى وما لا تجيد سواه لتفرض بصمتها المشوهة، وهي في تقديري - ولعلي لا أكون مخطئا - مشكلة إرث تعانيه الإدارة الحالية لهيئة الإذاعة والتلفزيون. ماذا بعد سيادة استنساخ الفورمات "العالمية" أين الإبداع والفكر الإعلامي النابع والمنتج محليا. ومما لمسته في بيان هيئة الإذاعة والتلفزيون من محاولة "تبرير" يضيء لمبة تحذير من الانزلاق في فهم أو تسويق الغث بكيس "القالب الترفيهي"، فما انتشر من خلال قنوات التواصل من يوتيوب وغيره لا يصلح بالضرورة لقناة ينظر لها المشاهد باحترام ويتوقع منها نظرة مماثلة.