إدمان الهاتف المحمول

في هذه الأيام قلما تجد إنسانا كبيرا أو صغيرا إلا وهو يستخدم الهاتف المحمول أو الجوال، منهم من يستخدمه كضرورة عمل أو دراسة أو تحصيل فائدة، ومنهم من يستخدمه كوسيلة للترفيه والتسلية وقضاء الوقت، وأيا كان الغرض فقد أدى فرط استخدامه إلى ظهور مصطلح جديد يسمى "النوموفوبيا" Nomophobia وهو اختصار لجملة No-mobile- phone phobia أي رهاب فقدان الهاتف المحمول، ويعرف هذا المصطلح بأنه الشعور بالخوف من فقدان الجوال أو الوجود خارج نطاق تغطية الشبكة، وقد أضيف هذا المصطلح رسميا إلى قائمة الأمراض النفسية! قد يسأل سائلا فيقول، ما الضرر من إدمان الجوال؟ الجواب واضح فالأضرار تشمل أضرارا جسمية وصحية ونفسية واجتماعية، فمن آلام في الرقبة والكتفين إلى ضعف في النظر مرورا بالإرهاق والتوتر واضطراب النوم، بل قد يصل الأمر إلى اختلال توازن الدماغ الكيميائي، فضلا عما يحدثه من خلل في العلاقات العائلية والاجتماعية. بالطبع ليس مجتمعنا هو الوحيد الذي يعاني الإفراط في استخدام الهواتف الذكية، فقد أوضحت دراسة أجريت في King،s college في لندن شملت 41،000 شاب أن 23 في المائة منهم يعانون أعراض إدمان الجوال، وفي كوريا الجنوبية ووفق أرقام حكومية، فإن ما نسبته 30 في المائة هم من فئة مدمني الاستخدام وهذا ما دعا الحكومة إلى إنشاء 16 مصحة في مختلف أنحاء البلاد لتقديم النصح والإرشاد، وهنا يأتي السؤال المهم وهو كيف لنا أن نعيش حياة سوية وسط هذا الزخم الإلكتروني الهادر؟ هذا يستدعي النظر في عدة أمور أولها أن يدرك المستخدم خطورة ما قد يصل إليه، وأن ذلك سينعكس عليه سلبا بشكل مباشر ومن ثم يأخذ بالطرق التي تساعده على التخلص من هذا الإفراط، ومن ذلك ضرورة حذف التطبيقات غير الضرورية، وعدم حمل الجوال باستمرار، خاصة في البيت بحيث يعود نفسه على أن يكون بعيدا عنه وفي أقل الأحوال أن يجعله على وضعية السكون، ومنها أن يحدد وقتا لاستخدامه بحيث يعرف كمية الوقت الذي قضاه في اليوم وفي الأسبوع، ومن ذلك ألا يستخدمه إطلاقا إذا كان في حضرة آخرين، وأن يحرص على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وأخيرا فإن هناك تطبيقات ذكية تساعد على العلاج ومنها تطبيق AppDetox وتطبيق OFFTIME وغيرها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي