أوبك بلس - يد على البراميل وأخرى على البيانات

أعادت أوبك بلس إستراتيجيتها في تقديم البيانات والتقارير التي تخرجها للأسواق لتعكس أوضاع السوق النفطية بعد أن رسخت موقعها على خارطة المنتجين الرئيسين في الأسواق كقائدة وكرزنامة للتوازن بين العرض والطلب العالمي.

فبعد أن شددت قبضتها على البراميل الفائضة التي تغرق الأسواق العالمية بالنفط وتفضي إلى معروض يهوي بالأسعار مقابل الطلب الحقيقي وبعد أن جسدت كيانا تركن إليه السوق النفطية لإحداث الاستقرار المطلوب توجهت المجموعة إلى إصدار التقارير الدورية التي من شأنها أن تعكس هذه الجهود وتبين للأسواق توقعاتها فيما يتعلق بحجم النمو في الطلب على نفط دولها المنضوية تحت لواء المجموعة كما على الطلب العالمي.

إن التغيير الذي طرأ على الأداء بالبيانات يعكس أن المجموعة لديها رغبة مشتركة للتنسيق وتوحيد الجهود ليس على صعيد الاستمرار في إدارة الإنتاج وإقرار الحصص السوقية للأعضاء ومراقبة نسب الالتزام بمعدلات الانتاج بل حتى على صعيد إبداء النظرة المشتركة للتطورات الاقتصادية والخروج بتقارير تعكس نظرة المجموعة للأوضاع الراهنة والمستقبلية التي تتنتظر أسواق النفط.

لقد اكتسبت تقارير اوبك المنظمة موثوقية عالية ومتابعة واسعة من الجهات الرسمية والخاصة ومتداولي الأسواق كما من القطاعات الاقتصادية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالقطاع النفطي واعتمدت بشكل كبير على بيانات المنظمة في خططها القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى، وإضافة البيانات الخاصة بالمجموعة سيعطي وزنا أكبر وحجما أوسع لمدى التأثير الذي تلقاه هذه التقارير التي تحتوي على بيانات مجموعة يبلغ انتاجها أكبر من 40 % من الإنتاج العالمي مقابل 27 % بما كانت تشكله منضمة أوبك.

كما أن بيانات وتقارير المنظمة قادت إلى معرفة حجم النفط المتدفق للأسواق وحجم الطلب عليه بما يخدم معرفة حجم الأعمال والمحافظ والمخاطر المحتملة والمرتبطة بالصناعة النفطية على جميع مستوياتها وبأشكال مباشرة وغير مباشرة ومن المتوقع أن توسع بياناتها لتشمل جميع الأعضاء سيساعد بشكل أكبر على إدارة الأصول والمخاطر المرتبطة بالأسواق، وستكون قادرة على تسليط الضوء على التطورات التي تحدث داخل أروقة أكبر مصدري ومنتجي النفط الاقتصادية كما أكبر الاقتصادات المستهلكة والمستوردة للنفط إضافة إلى إعطاء مزيد من التنبيهات التي قد تجلبها هذه التطورات للتعامل معها من قبل المستثمرين والمتعاملين والشركات العاملة في أسواق النفط.

مثل هذه الخطوة تعني أن أوبك بلس تشدد قبضتها على البيانات التي تخرج للأسواق لتدفع ببيانات أكثر موثوقية وبنفس القوة التي تشدد قبضتها على البراميل التي تخرج للسوق النفطية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي