«الصحة العالمية»: من المبكر جدا تخفيف التدابير في أوروبا
قالت الإدارة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، أمس، إنه "من المبكر جدا تخفيف" التدابير الصحية في أوروبا، رغم تراجع عدد الإصابات في عدد كبير من الدول، وفقا لـ"الفرنسية".
وأوضح هانس كلوغه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أن "30 دولة (من أصل 53 في المنطقة) شهدت تراجعا كبيرا لمعدل الإصابة التراكمي على مدى 14 يوما، رغم أن معدلات العدوى في أنحاء أوروبا كافة لا تزال مرتفعة".
وأضاف أن "هذا الأمر له تداعيات على أنظمة الصحة ويضع خدمات الرعاية أمام اختبار صعب، وبالتالي من المبكر جدا تخفيف" التدابير الصحية.
وأكدت "بلومبيرج" للأنباء أن أنواعا متحورة أكثر خطورة من فيروس كورونا أصبحت شائعة بشكل متزايد في فرنسا، ما يشكل ضغطا على منظومة المستشفيات ويرفع احتمال قيام الحكومة قريبا بفرض قيود أكثر صرامة.
وقال أوليفييه فيران وزير الصحة، خلال حديثه الأسبوعي لعرض آخر المستجدات بشأن كورونا، أمس، إن الهيئات الصحية تكتشف أكثر من ألفي حالة يوميا لأشكال جديدة من الفيروس بزيادة عن عدة مئات في بداية كانون الثاني (يناير) الجاري.
ويحاول الرئيس إيمانويل ماكرون إعطاء فرصة لحظر تجول على المستوى الوطني يبدأ من السادسة مساء حتى السادسة صباحا، لكي يحد من انتشار الفيروس، لكنه يتعرض لضغوط متزايدة لفرض إغلاق آخر، وهو الإغلاق الثالث منذ بدء الأزمة قبل نحو عام.
وأضاف فيران، "التوتر في المستشفيات حقيقي"، متابعا "حظر التجول لا يسمح لنا بشكل كاف بوقف تطور النوع المتحور، وإذا اتبعنا منحنى تطور هذه الانواع المتحورة، يمكننا إدخال السيناريو الإنجليزي أو البرتغالي أو الإسباني، وقد رأيت الأضرار التي يمكن أن يتسبب فيها ذلك".
وبصرف النظر عن الإغلاق الكامل، يمكن للسلطات فرض تدابير، بما في ذلك تمديد العطلات المدرسية المقبلة، أو الحد من السفر الداخلي أو تنفيذ إغلاق في عطلات نهاية الأسبوع، حسبما قال مسؤول فرنسي.
ودعا ينس شبان وزير الصحة الألماني، مواطني بلاده إلى الاستعداد لعشرة أسابيع أخرى صعبة بسبب جائحة كورونا.
واقترح شبان في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، أن يتطرق مؤتمر لرؤساء حكومات الولايات مخصص فقط للتطعيم، إلى التشاور حول الوضع والأهداف والتعامل اللاحق مع الأزمة.
ورأى الوزير، المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، أنه يجب دعوة الشركات المصنعة للقاح إلى المشاركة في حوار بحضور خبراء. وقال إن الحصول على معلومات والتنسيق والتحرك الموحد من الأمور المجدية دائما، "سنمر بما لا يقل عن عشرة أسابيع صعبة بسبب النقص في اللقاح".
وأضاف شبان، "علينا قضاء هذه الفترة بالعمل المشترك في هذه القضية".
وقال مسؤولو صحة إقليميون، إن بعض الدول الإفريقية بدأت بإعطاء اللقاحات المضادة لكوفيد - 19، إلا أن رئيس تنزانيا المعارض للقاحات تفرد بثقته بطرق الطب البديل.
وأوضح جون نكينجاسونج رئيس جهاز مكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الإفريقي، أن عددا قليلا من الدول بدأ عمليات التطعيم، وهي المغرب ومصر وسيشيل وغينيا.
وأكد في إفادة صحافية عبر الإنترنت، أن التطعيمات في غينيا محدودة، حيث أجري نحو 50 أو 60 تطعيما فقط. لكن هذه الدول الأخرى بدأت في الأساس باللقاح الذي طورته الصين.
وإضافة إلى 270 مليون جرعة جرى تأمينها في السابق، وقع الاتحاد الإفريقي اتفاقا مع معهد سيروم الهندي للحصول على 400 مليون جرعة من لقاح أوكسفورد/ أسترا زينيكا.
ولم تفصح المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بعد عن تفاصيل توزيع تلك الطلبيات. وتطمح الأجهزة الصحية لتطعيم نحو 30 إلى 35 في المائة من سكان إفريقيا هذا العام.
إلا أن رئيس تنزانيا جون ماجوفولي يثير غضب العاملين في المجال الصحي بتقليله من أهمية وضع الكمامات وإجراءات التباعد الاجتماعي لمواجهة كوفيد - 19، وتحذيره من أن اللقاحات خطيرة مع عدم إعلان حكومته بيانات فيروس كورونا منذ منتصف عام 2020.
وقال ماجوفولي، دون استناد إلى دليل، إن اللقاحات هي مؤامرة أجنبية لنشر المرض وسرقة ثروات إفريقيا. وحث التنزانيين على أن يثقوا بالله بدلا من ذلك، ويلجأوا إلى وصفات الطب البديل كاستنشاق البخار.
ولم تفصح حكومته عن أعداد الإصابات على مستوى البلاد منذ الثامن من أيار (مايو)، عندما كانت البلاد تسجل 509 حالات و21 وفاة.
وحثت ماتشيديسو مويتي مديرة المكتب الإقليمي لإفريقيا التابع لمنظمة الصحة العالمية، تنزانيا على فرض وضع الكمامة وغيرها من الإجراءات، والاستعداد للتطعيمات ونشر البيانات الخاصة بإصابات كوفيد - 19.
وقالت في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إن "إفريقيا تقف عند مفترق طرق.. على جميع الأفارقة أن يضاعفوا الإجراءات الوقائية"، مضيفة أن المسؤولين في منظمة الصحة العالمية يتواصلون مع المسؤولين في تنزانيا.
وبحسب حصيلة لـ"رويترز"، سجلت إفريقيا، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، 3.5 مليون إصابة بالمرض و88 ألف وفاة، وهي حصيلة وفيات أقل من دول كالولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك وبريطانيا.
وأظهر إحصاء أن ما يربو على 100.97 مليون نسمة أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و176459. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في كانون الأول (ديسمبر) 2019.
وبلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في المكسيك 1.81 مليون حالة إصابة وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز ووكالة "بلومبيرج" للأنباء، فيما بلغ إجمالي عدد الوفيات في المكسيك 153 ألفا و639 حالة، بينما تعافى من مرض كوفيد - 19، الذي يسببه فيروس كورونا، 1.36 مليون شخص. ومر نحو 47 أسبوعا منذ تسجيل الحالة الأولى للإصابة بالمرض في المكسيك.