إيطاليا تهدد بمقاضاة شركات اللقاحات بسبب تأخير التسليم .. والاتحاد الأوروبي يطالبها بالشفافية
تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاة أكثر من 2.12 مليون شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية أمس.
وأصيب نحو 98.7 مليون شخص في العالم بالفيروس منذ ظهور الوباء.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل دولة وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية، كما في روسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
ومنذ بدء تفشي الوباء، ازداد عدد اختبارات الكشف بشكل كبير وتحسنت تقنيات الفحص والتعقب، ما أدى إلى زيادة في الإصابات المشخصة.
رغم ذلك، فإن عدد الإصابات المعلن قد لا يعكس إلا جزءا بسيطا من الإجمالي الفعلي، مع بقاء نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة.
وسجلت أمس 14364 وفاة إضافية و579278 إصابة جديدة في العالم.
وشن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي هجوما حادا على الشركات المصنعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا بسبب التأخير في تسليم الجرعات أو تسليم كميات أصغر من المتعاقد عليها بسبب مشكلات في سلاسل التوريد.
وكتب كونتي، على موقع فيسبوك، أن "هذه التأخيرات تمثل انتهاكات تعاقدية خطيرة تسبب أضرارا جسيمة في إيطاليا ودول أوروبية أخرى". وبعد أن أعلن شريكا التحالف التصنيعي بيونتيك وفايزر أخيرا تأخيرات في التسليم، أعلنت شركة
أسترازينيكا هي الأخرى أنها ستسلم بصورة مبدئية جرعات أقل إلى الاتحاد الأوروبي مما تم الاتفاق عليه.
وكتب كونتي، "إذا ما تم تأكيد تخفيض 60 في المائة من التوريدات في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، فإن هذا يعني أن إيطاليا ستتلقى 3.4 مليون جرعة وليس ثمانية ملايين".
وأشار كونتي إلى أن وزير الصحة روبرتو سبيرانزا تحدث بالفعل مع ممثلي أسترازينيكا، وأعلن أنه سيتخذ خطوات قانونية ضد الشركة، تماما مثل فايزر- بيونتيك.
وطورت أسترازينيكا لقاحا بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية، وبدأ توزيعه بالفعل في بريطانيا. ومن المتوقع أن يوافق الاتحاد الأوروبي على استخدامه في غضون أيام.
حتى الآن، قامت إيطاليا بتوزيع اللقاحات على 1.34 مليون من سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة.
وطالب الاتحاد الأوروبي شركات إنتاج اللقاحات بـ"الشفافية" بعد إعلان "استرازينيكا" و"فايزر" التأخير في تسليم الجرعات، بينما تظاهر الآلاف في البرازيل ضد طريقة معالجة الرئيس جاير بولسونارو لأزمة تفشي وباء كوفيد - 19.
ومع تفاقم الوضع في أوروبا بسبب تأخر تسليم اللقاحات، دخلت قيود جديدة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد حيز التنفيذ في فرنسا أمس لتجنب إغلاق آخر على مستوى البلاد.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس شركات الأدوية إلى "الشفافية" بشأن أسباب التأخير في تسليم لقاحات كوفيد التي أعلنت عنها "أسترازينيكا" و"فايزر". وقال إن "ما نطلبه من هذه الشركات هو حوار شفاف".
وأضاف ميشال في تصريح لإذاعة "أوروبا 1" وقناة "سينيوز" وصحيفة "ليزيكو" "من المؤكد أننا نعتزم تنفيذ العقود التي تم التصديق عليها من قبل شركات الأدوية"، مؤكدا أنه "يتعين علينا أن نعمل من أجل توضيح أسباب الإعلان عن التأخيرات في بعض الأحيان".
وبسبب التأخير في تسليم اللقاحات أعلنت دبي أنها ستعيد جدولة المواعيد الخاصة بتلقي السكان الجرعة الأولى من لقاح فايزر- بايونتيك المضاد لكورونا.
وكانت دبي بدأت حملة واسعة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بعد موافقة الإمارات على استخدام لقاح "سينوفارم" الصيني ولقاح فايزر- بايونتيك.
وفي مصر، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي حملة تحصين بدأت أمس باستخدام اللقاح الذي تنتجه شركة "سينوفارم" الصينية، موضحا أن حملة تطعيم ستشمل أولا "الأطقم الطبية والفئات التي تعاني أمراضا مزمنة ثم الكبار في السن".
وفي الهند تشهد حملة التطعيم الضخمة تأخرا مع عدم حضور ثلث الأشخاص في المواعيد المحددة بسبب مخاوف تتعلق بسلامة اللقاح والأخطاء التقنية المحيطة به والاعتقاد أن الوباء على وشك الانتهاء.
وبعد أسبوع من إطلاق الحملة، قامت الهند بتلقيح 1.4 مليون شخص، أو ما يعادل 200 ألف شخص يوميا. وكانت البلاد تأمل في البداية في تلقيح 300 ألف هندي يوميا قبل زيادة عدد اللقاحات وتحصين 300 مليون شخص بحلول تموز (يوليو).
وفي الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا في العالم بالوباء حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن عدد الوفيات قد يتجاوز 600 ألف، وهو أعلى تقدير حتى الآن من شأنه أن يمثل زيادة هائلة في العدد الذي يبلغ حاليا 400 ألف. ونظمت أحزاب ومنظمات يسارية احتجاجات في البرازيل التي شهدت مسيرة لنحو 500 سيارة أطلقت أبواقها في ساحة الوزارات في العاصمة برازيليا.
وحذر علماء برازيليون من أن البلاد تواجه خطر نفاد جرعات اللقاح والمعدات الأساسية مثل الحقن، مع بدء حملة التطعيم. ويحمل البعض الحكومة مسؤولية ذلك.
وفي الدنمارك شهدت تظاهرة مناهضة للتدابير الوقائية نظمتها مجموعة متطرفة في كوبنهاجن صدامات في وقت متأخر البارحة الأولى. وتم اعتقال خمسة أشخاص وإحراق دمية تمثل رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن، وفق ما ذكرت الشرطة ووسائل الإعلام المحلية.
كما تظاهر آلاف في وسط مدريد احتجاجا على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء كوفيد - 19، منددين بـ"الخداع" بينما عد بعض المتظاهرين أن "لا وجود" لكورونا.
ومع تفاقم الوضع، تقوم حكومات عدة بفرض قيود جديدة لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس.
ففي فرنسا دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ لمنع انتشار كوفيد - 19. فبدءا من أمس أصبح على الوافدين إلى فرنسا من دول الاتحاد الأوروبي جوا أو بحرا تقديم نتيجة فحص أجري قبل 72 ساعة على الأكثر تثبت عدم إصابتهم بفيروس كورونا. وكان هذا الشرط مطبقا من قبل على الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي منذ منتصف كانون الثاني (يناير).
لكن المسافرين برا لا يحتاجون إلى هذا الفحص لدخول فرنسا التي يدخل نحو 62 ألف شخص إلى مطاراتها وموانئها من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى كل أسبوع، حسب وزير النقل جان باتيست جيباري.
وكان مصدر في الحكومة الفرنسية تحدث لوكالة فرانس برس عن تزايد احتمال فرض إغلاق جديد في البلاد بسبب انتشار السلالة البريطانية من الفيروس.
وشددت العاصمة النرويجية أوسلو القيود الصحية بعد رصد إصابات بالنسخة المتحورة من كورونا في دار للمسنين، بينما فرضت هولندا حظر تجول للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية من الساعة التاسعة مساء إلى الساعة الرابعة والنصف فجرا.
في الوقت نفسه، أدلى البرتغاليون بأصواتهم أمس في انتخابات رئاسية تأتي في ظروف صحية معقدة استدعت فرض إغلاق جديد في البلاد.
فبعد إغلاق المتاجر والمطاعم، فرضت الحكومة إقفالا للمدارس لمدة 15 يوما، فيما سجلت البلاد عددا قياسيا من الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد، رفع حصيلة الوفيات الإجمالية في البلاد منذ بدء تفشي الوباء إلى عشرة آلاف.
وسجلت البرتغال أكثر من 80 ألف إصابة خلال الأسبوع الفائت، ما يجعلها في الصف الأول عالميا من حيث عدد الإصابات الجديدة نسبة لعدد السكان، ولا تتخطاها في هذا المعدل سوى منطقة جبل طارق البريطانية، وفق بيانات جمعتها "فرانس برس" من السلطات الوطنية.
وأخيرا رصدت السلطات الصحية النيوزيلندية أمس أول إصابة بكوفيد - 19 في أوساط السكان منذ أكثر من شهرين، ما استدعى بذل جهود عاجلة لتتبع مخالطي الحالة شمال أوكلاند. والمصابة سيدة تبلغ من العمر 56 عاما عادت أخيرا من أوروبا.