«جزيرة البريدي» .. نافذة بحرية براقة ووجهة مرجانية ساحرة
منح موسم "شتاء السعودية" العائلات مساحات واسعة لاكتشاف التجارب السياحية، والراحة والاستجمام، خاصة المرتبط منها بالأنشطة المقامة على الجزر البحرية الخلابة الممتدة على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر، حيث العمق البحري المميز المزين بالشعب المرجانية الملونة.
ومن الجزر البحرية البكر التي ينصح المرشدون والمشغلون السياحيون على شواطئ البحر الأحمر بزيارتها للعوائل ومجموعات الأصدقاء، "جزيرة البريدي" الواقعة في مدينة "ينبع"، التي تمتد على مساحة 16 ألف متر مربع، وتبعد عن مرسى القوارب مسافة 40 كيلومترا، ويتطلب الوصول إليها بالقارب نحو ساعة.
وأصبحت "جزيرة البريدي" مقصدا سياحيا للاستجمام بالنسبة إلى العوائل ومجموعات الأصدقاء، بل تزايدت وتيرة النشاط السياحي مع بدء موسم "شتاء السعودية" الذي يستمر حتى نهاية آذار (مارس) المقبل، كما أنها أضحت مكونا رئيسا في عروض الباقات السياحية المتوافرة على موقع وتطبيق "روح السعودية ".
وتعد "الجزيرة" وجهة بحرية مرجانية ساحرة، تعرف بطبيعتها الخلابة وشاطئها البكر ومياهها الصافية الكريستالية، وكأنها نافذة براقة نرى من خلالها العالم البحري المدهش الذي يمثل حلم كل غواص في أن يسبر أعماق مياه تلك الطبيعة، وهي ببساطة الوجهة الساحلية الأمثل لإجازات العائلة السياحية.
تقع جزيرة البريدي المرجانية في الطرف الشرقي لمدخل خور متعمق في الساحل الشرقي شمال غرب شرم ينبع وشرق رأس البريدي، وهي من أجمل جزر ينبع الباعثة على الاستجمام بين رمال شاطئها البيضاء ومياهها النقية، وهي بمنزلة مكان مثالي لمن يريد تجربة الغطس أو الغوص من الهواة والمحترفين على حد سواء.
ويستغرق قضاء الوقت في هذه الجزيرة نصف نهار تقريبا، ويمكن للسياح ممارسة عدد من الأنشطة والتجارب البحرية السياحية، مثل، "التخييم" و"السباحة" و"الغطس"، و"صيد الأسماك"، أو ترتيب رحلة غوص بصحبة مدربين معتمدين يستكشفون معك أعماق الجزيرة وشعبها المرجانية. وبإمكان العائلة أو مجموعات الأصدقاء التمتع بتجربة الطبخ التقليدي الذي يشتهر به أهالي ينبع في ظل أجواء بحرية خلابة.
يذكر أن الهيئة السعودية للسياحة دشنت موسم "الشتاء حولك" في أكثر من 17 وجهة محلية، لتقديم ما يزيد على 300 باقة وتجربة سياحية، من خلال أكثر من 200 شركة من منظمي الرحلات والمشغلين السياحيين، لاكتشاف ما تحويه مناطق المملكة من تنوع جغرافي ومناخي جاذب خلال فصل الشتاء، يراوح بين الأجواء المعتدلة اللطيفة والباردة، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة السياحية المعدة لكل فئة من فئات المجتمع.
من جانب آخر، تحظى سوق الليل في ينبع بقيمة تاريخية وتراثية كبيرة، أهلتها لتكون إحدى أهم أماكن الزيارة في محافظة ينبع، التي أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة ضمن أكثر من 17 وجهة في موسم "شتاء السعودية".
وتعد سوق الليل بـ"تاريخية ينبع" من أقدم الأسواق على ساحل البحر الأحمر، إذ يمتد تاريخها إلى مئات الأعوام، منذ أن كانت وجهة رئيسة للبحارة والتجار القادمين من إفريقيا إلى ميناء ينبع القديم، لتشهد تبادل السلع وعقد الصفقات التجارية، وتوفير مستلزمات الصيادين، الذين كانوا يقصدونها ليلا قبل انطلاقهم في رحلاتهم في البحر، ليصبح اسمها فيما بعد بـ"سوق الليل".
كما تعد السوق واجهة حضارية وجزءا من الهوية الثقافية لينبع لتميزها بمنتجات قد لا تتوافر في أسواق أخرى، سواء داخل ينبع أو في المناطق المحيطة بها، مثل السمك الجاف والبن والهيل والحناء والملوخية والتمر والرطب وغيرها.
وشهدت سوق الليل في ينبع في الأعوام الأخيرة عديدا من المشاريع التأهيلية التي أعادت إليها رونقها، وأعادتها مرة أخرى للحياة بعد توقف نحو نصف قرن، حيث عادت الحركة التجارية في دكاكينها العريقة، بعد ترميمها واستعادة هويتها التراثية الأصيلة، وذلك في إطار إعادة تأهيل حي الصور، أو ما يعرف بالمنطقة التاريخية، التي تفوح بعبق التراث الينبعي، وتتزين مبانيها بطراز البناء التقليدي الساحلي، لتصبح المنطقة من أكثر الوجهات جذبا للسياح من داخل ينبع وخارجها.