خمسة ملايين تهديد إلكتروني متعلق بـ كوفيد - 19 واجهه المستخدمون في 2020
على الرغم من تصاعد مسألة الأمن الإلكتروني كمعضلة على مدار الأعوام الماضية، إلا أنها لا تزال معضلة مستمرة وستصبح مصدر قلق دائم خلال العام الجاري، فقد شهد العام الماضي ارتفاعا كبيرا في معدل الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مختلف المرافق، بدءا من المدارس والمستشفيات وصولا للشركات الخاصة والهيئات الحكومية على مستوى العالم.
حيث واجه المستخدمون أربعة ملايين تهديد عبر البريد الإلكتروني، وأكثر من مليون هجمة نتيجة زيارة الروابط الخبيثة المتعلقة بموضوع كوفيد - 19، وبحسب شركة تريند مايكرو، فقد تم ربط معظم هذه الهجمات نتيجة التحول السريع نحو تبني واعتماد ممارسات العمل عن بعد، ما دفع الشركات للكفاح من أجل الحفاظ على استمرارية عملها، وفي الوقت ذاته العمل على حماية أصول الشركة، كما سلط هذا التحول الضوء على حقيقة تلاشي بيئة العمل التقليدية لتقنية المعلومات، حيث سيتوجب على الشركات، والمؤسسات، والهيئات الحكومية اتخاذ خطوات حاسمة في سبيل تعزيز قدرات جدران حمايتها الإلكترونية، أو المخاطرة بتقويض سلامة ملكيتها الفكرية، وبياناتها الحساسة، ومعلوماتها الشخصية.
وعليه، فإن مسألة اختيار شركات التوريد المعتمدة ونشر الحلول الأمنية الواقعية، المجهزة بطبقات ومستويات من الحماية الإلكترونية، باتت أمرا بالغ الأهمية. كما أن فرق العمل الأمنية تدرك تماما أن آليات التشفير المدمجة، وعمليات المصادقة متعددة المراحل، وإدارة قوة كلمات المرور هي الخطوط الدفاعية الأولى لحماية المؤسسات. علاوة على ذلك، بالإمكان الاستفادة بشكل كبير من المزايا المبتكرة الأخرى مثل تسجيل مخاطر الأمن الإلكتروني، والتنبيه حول نقاط الضعف والثغرات الأمنية في النظام، والتذكير المؤتمت بالتحديثات الخاصة بالبرمجيات والتجهيزات، وذلك في ظل بيئة العمل متنامية المخاطر التي نعيشها حاليا.
ولم يكن أمن المعلومات هو القطاع الوحيد الذي تأثر خلال عام 2020، فاستنادا إلى نتائج التقرير الصادر عن شركة فورستر المتخصصة بأبحاث السوق تحت عنوان، "توقعات عام 2021: الحوسبة السحابية تدعم التعافي والانتعاش بعد الوباء"، فمن المتوقع نمو البنية التحتية للسحابة العامة حول العالم 35 في المائة، لتصل قيمتها السوقية عتبة الـ120 مليار دولار خلال العام المقبل، ومع تنامي الاستخدام عبر الإنترنت وانتشار ممارسات العمل عن بعد أثناء فترة الوباء، تتسارع الهجرة على مستوى العالم نحو عمليات التحول الرقمية، الجارية بالفعل حاليا، بوتيرة كبيرة. ولتحقيق الانتعاش والازدهار من جديد، ينبغي على خبراء الحلول الأمنية الواقعية اتباع توجيهات أقسام وفرق تقنية المعلومات.
وخلال مجريات عام 2020، سيتوجب على مديري الحلول الأمنية الواقعية العمل على توحيد مفاهيم أنظمة أمن السحابة ومكان العمل، وتبني نموذج نشر هجين للبنية التحتية الخاصة بالحلول الأمنية الواقعية، ما سيتيح لهم نشر أنظمة أو تطبيقات متخصصة في السحابة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على أنظمتهم المستخدمة في مكان العمل، وبتطبيقهم لمنهجية سحابية هجينة، سيتحلى مديرو الحلول الأمنية بدرجة أكبر من المرونة والانسيابية في اتخاذ القرارات المتعلقة بكيفية تعزيز وتحسين قابلية التوسع، واختصار الزمن والمهام، والتوافرية، وذلك بما يتناسب والاحتياجات المتنامية لمؤسستهم.
وعلى الرغم من أن العالم بأجمعه يعقد كثير من الآمال على عام 2021، إلا أنه يتوجب على المؤسسات تبني منهجية متقدمة من الإبداع والابتكار حول كيفية استخدام وتحديث وإعادة نشر الأنظمة الأمنية على امتداد مرافقها ومنشآتها، ما سيمكنها من الحصول على صورة أشمل للدور الذي تلعبه الحلول الأمنية المادية مقارنة بالتطبيقات التقليدية، كي تتمكن من تحقيق أعلى قيمة ممكن من هذه الحلول، وشهد العالم بالفعل أمثلة حية تؤكد مزايا المرونة والانسابية في الاستثمار على مدار الأشهر القليلة الماضية، وذلك في ظل التكيف المتسارع لعديد من المؤسسات مع الاحتياجات والتحديات الجديدة التي أفرزتها أزمة كوفيد - 19، واستثمارها لتقنياتها الأمنية الواقعية كأداة استراتيجية ورأس حربة في مكافحة هذا الوباء.