default Author

كرة القدم المعقدة

|
مع تقنية حكم الفيديو المساعد أو الـVAR، أصبحت كرة القدم أقل متعة وأكثر تعقيدا من السابق. جاءت هذه التقنية لمساعدة حكم المباراة على توخي أكبر قدر من العدالة، لكنها في واقع الأمر أصبحت رقيبا عليه، وبينت ضعفه في سرعة اتخاذ القرار الصحيح، والجمهور أو جزء منه في كل الأحوال غير راض. ولم أفهم التأخير في احتساب حالات التسلل مع وجود حكم مساعد وما يحدثه ذلك من إشكالات جعلت من التقنية سببا للجدل أكثر منها مرجعا لصحة القرار.
والملاحظ أن الاحتراف في كرة القدم لدينا جعلها أكثر خشونة، فهناك تعمد يراه المشاهد من لاعب لإصابة الخصم بصورة لا تعقل، ربما - من باب الاستنتاج - بسبب الضغوط من الإعلام والإدارة، أو/ ولأن لعب كرة القدم أصبح مصدرا للقمة العيش، وما زال هناك مساحة للاختلاف مع الأنظمة المتغيرة للعبة في تقديرات الحكم عند استخدام الأيدي والأكواع.
ولعدم حضور الجماهير في الملاعب بسبب احترازات الوباء، أصبح مخرج النقل التلفزيوني هو السيد المسيطر على ما يشاهده الجمهور، والمتحكم بكل التفاصيل، ومنها اختيار زوايا لقطات الإعادة ليبرز ضعف فن الإخراج لدينا. وشاهدت تقريرا في قناة الرياضة السعودية عن غرفة الـVAR، والإمكانات الكبيرة الموفرة لها، ولا بد أن مثل هذه الإمكانات موفرة للنقل التلفزيوني، حسبما أتوقع، لكن النتيجة غير مرضية، وهناك في تقديري مساحة كبيرة لتحسين وتطوير النقل التلفزيوني تحتاج إلى حس فني وإضافات بسيطة.
وتشير كثرة احتجاجات اللاعبين على قرارات الحكام وطلبهم الرجوع إلى حكم الفيديو المساعد، إلى عدم علم أو دراية بقانون اللعبة المتغير، وهو ما يستدعي شرحا أكثر لتلك القوانين للحكام واللاعبين لسد الفجوة التي تقلل من المتعة وتضيف للتعصب مزيدا من الوقود، فإذا تسيد الفيديو والرجوع له تلاشت متعة اللعبة.
وإذا كان لجماهير كرة القدم أهمية، ولا شك في ذلك، فمن حقهم العلم بما يدور بمزيد من شفافية نشر الأرقام لمعرفة كفاءة الإدارة في توظيف الموارد المالية من عدمها، ومدى خضوعها لسوق السماسرة الخفية من الذين لا يبحثون سوى عن الربح ولو بتسويق لاعب مصاب أو غير مستحق لتكلفة مالية أكبر من قيمته الفنية الفعلية، وفي هذا هدر وخسائر، خاصة أن خصخصة الأندية هدف منشود.
إنشرها