"الأفلام القصيرة" .. تحفيز للإبداع وترويج للسياحة في "شتاء السعودية"
أفردت الهيئة السعودية للسياحة عبر جائزة "شتاء السعودية للتميز الإعلامي"، مساحة للشباب لتحفيز إبداعاتهم، من خلال أخد مجالات الجائزة المتمثلة في "الأفلام القصيرة" من أجل ترويج الوجهات والتجارب السياحية الشتوية التي تمتاز بها المملكة عن غيرها من الدول الأخرى خلال موسم "الشتاء حولك" في أكثر من 17 وجهة.
ويرى محمد الموسى صانع الأفلام القصيرة حائز المركز الأول في نسخة "جائزة صيف السعودية للتميز الإعلامي" في مجال التوثيق المرئي عن فيلم "للدهشة حضن"، الذي تناول فيه الجوانب السياحية لمناطق الجذب في واحة الأحساء، أن "الأفلام القصيرة" تعد اليوم أكثر الوسائل تأثيرا في تسويق هوية المدن السياحية والثقافية والتراثية.
وأكد الموسى - ابن الأحساء - أن ما يميز الأبعاد التأثيرية لـ"الأفلام القصيرة" مزجها بين عدة عناصر فنية جاذبة، وهي: "المشاعر، والصورة، والحركة، والمحتوى"، وهو ما نحتاج إليه اليوم - على حد قوله - لاستقطاب السياح نحو الوجهات والتجارب السياحية المتنوعة، لذلك هي مهمة كونها تقوم بمهام ما يعرف بـ"المسؤولية الاجتماعية نحو السياحة".
ونقطة في غاية الأهمية يركز عليها كثير من المدونين السياحيين، وهي أن تفعيل الهيئة السعودية للسياحة لمجال "الأفلام القصيرة" يتوافق مع ما تطرحه المهرجانات العالمية للأفلام السياحية المعترف بها من قبل منظمة السياحة العالمية UNWTO، وتؤدي دورا محوريا في تعزيز الثقافة والمنتجات المحلية، وتحسين التدابير لجعل السياحة تجربة شاملة للجميع.
بدوره، يوضح ثامر الحربي الخبير السياحي ومدير العلاقات العامة والإعلام في كلية السياحة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أن "الأفلام القصيرة" باتت عنصرا مؤثرا تستخدمه الدول التي تمتلك المقومات السياحية لجذب الأسواق الإقليمية والدولية، لأنها تقوم في الأساس على استعراض الأفراد تجاربهم السياحية من خلال وجهات نظرهم، وهو ما يعطيهم مساحة واسعة من الإبداع، كما أنها تعد الوسيلة الأكثر إقناعا، خاصة عند نشرها في المنصات الافتراضية المختلفة: تويتر، وسناب شات، وإنستجرام، وقنوات اليوتيوب.
ولم يكتف المحاضر الحربي الحاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في إدارة السياحة والضيافة بذلك، مبينا أن الأفلام القصيرة يمكنها أن تسهم في إبراز الوجهات والتجارب السياحية السعودية من حيث توافر المعلومات، وتعزيز نمو "الاستدامة السياحية".
وأضاف الحربي أن "الأفلام القصيرة ستعطي المشاركين في الجائزة دفعة قوية لتطوير وإنتاج الأفلام السياحية، من خلال إيجاد التنافس بين منتجي ومصوري الأفلام المحترفين والهواة، وتشجيعهم على تصوير وإنتاج الأفلام المرتبطة بوجهاتنا وتراثنا وتجاربنا السياحية، وتحفيزهم على إنتاج مزيد منها للتعريف بالمنتجات والخدمات السياحية، وتوثيق المقومات السياحية السعودية".
وكثير من بلدان العالم التي تتمتع بثراء سياحي متنوع، أصبحت تركز على توظيف "الأفلام القصيرة" لدعم استراتيجيتها السياحية في وسائل الإعلام العالمية والمنصات الرقمية لترويج سياحتها داخليا وخارجيا، وزيادة عدد السياح المستضافين لديها سنويا، والوصول إلى النمو المستدام، بل تسعى بعض الدول إلى عرض "الأفلام القصيرة" في أسواق البلدان الغربية، وآسيا والشرق الأقصى، وتركز في الأغلب على عناصر الثراء والعمق الثقافي، والطبيعة المميزة، والتنوع المناخي، وإبراز الوجهات السياحية على الصعد كافة، وتسليط الضوء على مراكز الترفيه والتسوق، والمناطق الشهيرة بفن الطهي والفنون الأخرى، والتجارب السياحية الجبلية والبحرية.
يذكر أن موسم "الشتاء حولك" حدد خمسة مجالات لجائزة "شتاء السعودية للتميز الإعلامي"، وهي: التقارير الصحافية، والتقارير التلفزيونية، والبرامج الإذاعية، والصور الفوتوغرافية، والأفلام القصيرة، بمجموع جوائز نقدية يصل إلى 250 ألف ريال، لرفع مستوى الاحترافية في تقديم المواد الإعلامية، والتشجيع على الإبداع والابتكار في الترويج للسياحة السعودية، وتعزيز الشراكة مع الإعلام لتحقيق أهداف الموسم، ضمن آلية تشمل فائزين اثنين في كل مجال، يتم اعتمادهم من لجنة تقييم متخصصة.