default Author

2020 عام الخفاش

|

كثير من الناس يحب الأرقام المميزة والبعض يتفاءل بها، يحرص بعض منهم على الحصول على رقم مميز من لوحة السيارة إلى رقم جواز السفر، ربما لأنها سهلة التذكر وقد تعطي انطباعا - في هذا الزمن الاستهلاكي - بتميز و"تصدر" صاحبها.
بانتظاره، كانت هناك روح تفاؤل تسود العالم قبل أعوام من حلول عام 2020، فالرقم له رسم جذاب، التكرار فيه ليس من النوع الممل، بل يمثل علامة فارقة في القرن الجديد ومحطة عالمية.. منتظرة لمزيد من التقدم والازدهار، لكن شاء الله تعالى أن يصبح عاما مميزا بطريقة لم تخطر على بال أحد.
ما الذي سيبقى عالقا في الذاكرة من هذا العام الماضي؟ قد يقال: إنها الكمامة، لكنها لم ترحل، بل هي باقية في 2021 إلى أن يشاء الله، وكذلك التباعد الاجتماعي بما فيه من فرض أسس جديدة في العلاقات البشرية من عدم المصافحة والتلامس إلى غسل اليدين باستمرار.
سيبقى في الذاكرة أن 2020 هو عام الخوف، خوف من الفيروس وقلق من الانقطاع عن العالم المترابط بما يعنيه ذلك من تقطع سلسلة الإمدادات الحيوية وفي مقدمتها الطعام والدواء.
ونتذكر في بداية هذا العام وبعد إعلان الجائحة وظهورها حقيقة واقعة، كيف هجم الناس في دول متقدمة منتجة على المتاجر وخزنوا الأطعمة وتشاجروا حتى على المناديل الورقية.
برزت السلوكيات البدائية في المجتمعات المتقدمة أكثر منها في المجتمعات النامية، ربما لأن أخبارها وصورها تصل إلينا بشكل يفوق غيرها من المجتمعات فهي من يسيطر على الإعلام.
عام الخوف هذا يلقي بظلاله على عام يليه، يتحور الفيروس، لكن من رحمة الله تعالى يأتي العام الجديد مع تباشير اللقاحات والبدء بحملات التطعيم مع الحرص على استمرار الالتزام بالتباعد والنظافة والكمامة.
ومع الخوف الذي صبغ هذا العام الفريد، إلا أن بلادنا ولله الحمد والمنة من الأقل تضررا، فلم نشعر بنقص في غذاء أو دواء أو رعاية رغم الحجر والإغلاق الذي ساد العالم، فالحمد لله تعالى حتى يرضى، وعند الرضا، وبعد الرضا، ثم الشكر والتقدير والدعاء لقيادتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أن يحفظهما الله تعالى ويوفقهما ويجزيهما عنا خير الجزاء، حيث تم تسخير الإمكانات بسخاء، ووضعت صحة الإنسان ورعايته هما رئيسا قولا وفعلا.

إنشرها