السيارة فائقة الذكاء

حركة المرور أفضل من أيام زمان، هذه حقيقة نسبيا مع بقاء الازدحام في الطرق الرئيسة على حاله. دفع استخدام التقنية من إدارة المرور - الكاميرات تحديدا - إلى ضبط كنا نفتقده تراجعت مخالفات معينة في مواقع محددة. كل موقع يشتهر بوجود ضبط تقني ينضبط السائقون عنده، لكن منذ لحظة تجاوز المركبة هذا الموقع يبدأ الاختلاف والتباين في سلوك السائقين، ينطلق بعضهم بسرعة صاروخية وكأنهم يهربون من مخالب أسد التقنية.
ازداد عدد السيارات بشكل كبير وأصبحت أكثر سرعة وقدرة على المناورة، وما زالت هذه الأخيرة المشكلة الأكبر التي تعانيها "سلامة" الحركة المرورية.
السيارات أصبحت أكثر ذكاء، الواقع أن بعض السيارات من هذا النوع أكثر حرصا من سائقيها، تخبرك بعض السيارات برسالة على شاشة القيادة أنك بحاجة إلى تناول كوب من القهوة إذا ما أمضيت ساعات في القيادة المتواصلة أو تنصح بقسط من الراحة.
يتحكم السائق بالسيارة الذكية وشبه الذكية، ولا أستبعد في المستقبل القريب أن تتم صناعة سيارات تتحكم بالسائق، سيارات ذكية تراقب سلوكيات السائقين وتتعامل معهم بما يليق بحالتهم تلك اللحظة. على سبيل المثال ومن الخيال القريب للتحقق، "جماعة الصدام بالصدام" الذين يصرون على تجاوز المركبة التي أمامهم دون مراعاة لحالة ازدحام المركبات في الطريق والسرعة المحددة لن تستجيب لهم سيارتهم ومثلهم جماعة "دوس وتجيب فلوس"، تقرأ السيارة متفوقة الذكاء لوحات تحديد السرعة على الطريق وتلتزم بها، ومهما "داس" السائق الهمام على دواسة الوقود لن تستجيب له ثم تحتفظ في ذاكرتها بهذه السابقة لتؤدبه مستقبلا، والسيارة فائقة الذكاء "المتخيلة" ستقرأ حالة السائق النفسية لحظة جلوسه على مقعده، فإذا كان غاضبا مما حدث في المنزل أو العمل سيتمدد مقعد السائق ليتحول إلى سرير وتظهر رسالة تقول، "نم لسلامتك وسلامة الآخرين"، وإذا أصر على تشغيل المحرك سيبث له دعاء لعله ينزل السكينة في نفسه أو نصيحة بعدد الحوادث المرورية وربما موسيقى حسب البرمجة، ومثله من كان منتشيا لفوز فريق يشجعه متحمسا "لهجولة" مع أصحابه، الرسالة حينها ستقول "اركد". العنيد من هؤلاء وأكثرهم كذلك وأمام إصرارهم على قيادة المركبة الذكية رغم حالتهم النفسية "غير المستقرة " ستضطر المركبة إلى "بنشرت "الكفرات ستقول الرسالة على شاشة القيادة "العفريتة" في الصندوق الخلفي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي