إطلالة على مؤشرات مجموعة العشرين «G20»

ستعقد قمة دول مجموعة العشرين في 2020 (افتراضيا) في المملكة بعد أيام، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -، وذلك تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، مع التركيز على ثلاثة محاور، هي: (1) تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن جميع الأفراد، وخاصة النساء والشباب من العيش والعمل والازدهار. (2) الحفاظ على كوكب الأرض من خلال الجهود المشتركة للحفاظ على الموارد المشتركة، وذلك بتبني نهج الاقتصاد الدائري للكربون كوسيلة لإدارة الانبعاثات، وتعزيز الوصول للطاقة، وكذلك إعادة تشجير كوكب الأرض وتحسين عملية إدارة المياه. (3) تشكيل آفاق جديدة من خلال اعتماد استراتيجيات جريئة وطويلة المدى بالاستثمار في البحث والابتكار من أجل الاستفادة من التقنية في البنية التحتية، وتطوير المدن الذكية، وضمان المتانة السيبرانية.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العشرين قد تشكلت - في البداية - على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في 1999، ولكن في أعقاب الأزمة المالية في 2008 رفع مستوى المجموعة لتضم قادة الدول الأعضاء، وبذلك انعقدت أول قمة في 2008، ووسع جدول أعمالها لتشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب القضايا الاقتصادية والمالية.
وتتكون مجموعة العشرين من: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وكوريا، وروسيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وتركيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي. وتستحوذ هذه المجموعة على نحو نصف مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، وأكثر من ثلاثة أرباع التجارة الدولية، وتنتج أكثر من 80 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، وأكثر من ثلث سكان العالم، إذ تتربع الصين على قائمة المجموعة من حيث عدد السكان بأكثر من 1.4 مليار نسمة، في حين تأتي أستراليا في آخر القائمة بنحو 25 مليونا فقط.
أما من حيث الشيخوخة، فإن اليابان أكثرها شيخوخة بنحو 28 في المائة من سكانها في أعمار 65 عاما فأكثر، في حين أن السعودية أكثرها فتوة بنحو 4 في المائة من السكان في الأعمار 65 عاما فأكثر، وهذا ينعكس على شيخوخة القوى العاملة وانكماشها في بعض الدول كاليابان مثلا، وكذلك على نسب إعالة الكبار التي يرتبط بها الإنفاق على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية. وترتفع نسب الشيخوخة ومؤشراتها نتيجة انخفاض معدلات الخصوبة إلى ما دون مستوى الإحلال في بعضها، ما يؤدي إلى انكماش عدد سكانها، كما يحدث في اليابان وكوريا وروسيا وإيطاليا وألمانيا.
وتعاني بعض دول المجموعة ارتفاع معدلات البطالة، إذ تأتي دولة جنوب إفريقيا في المقدمة، تليها إيطاليا، في حين تتمتع اليابان بأقل معدلات البطالة من بين دول المجموعة.
ويتمتع سكان كل من اليابان وأستراليا بالعيش أعمارا طويلة تتجاوز 84 عاما في المتوسط، في حين يعيش الإنسان في دولة جنوب إفريقيا نحو 65 عاما، مقارنة بنحو 76 عاما في المملكة.
أما بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية، فإن الولايات المتحدة تأتي على رأس القائمة من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي GNI/pc بأكثر من 63 ألف دولار مقابل نحو ستة آلاف دولار في الهند، وتأتي المملكة ضمن أعلى الدول بنحو 49 ألف دولار. من جهة أخرى، تأتي ألمانيا في مقدمة دول المجموعة من حيث توزيع الدخل، تليها بريطانيا فاليابان، في حين تحتل دولة جنوب إفريقيا مرتبة متدنية في مؤشر توزيع الدخل. وباستنثاء الصين التي شهد الناتج المحلي الإجمالي فيها نموا خلال الربع الثاني من العام الحالي، فإن جميع دول المجموعة شهدت انكماشا، نتيجة تأثير جائحة كورونا.
وبخصوص تلوث البيئة، تأتي الصين في مقدمة دول المجموعة من حيث نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 30 في المائة من الإجمالي العالمي، تليها الولايات المتحدة، ثم الاتحاد الأوروبي، في حين تسجل الأرجنتين وفرنسا أقل النسب.
وأخيرا، فمن المثير والمبهج أن تنضم المملكة من الدول العربية إلى نادي دول مجموعة العشرين التي تمثل أكبر وأقوى اقتصادات العالم، فهذا ليس بالأمر الهين، وإنما يعكس مكانتها الدولية وثقلها الاقتصادي على مستوى العالم، خاصة أنها تسلمت رئاسة قمة المجموعة لهذا العام برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة ولي العهد - يحفظهما الله -.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي