الكود العمراني لوادي حنيفة .. بيئة حضرية مستدامة تعزز جودة الحياة
أكدت هيئة تطوير بوابة الدرعية، أن إعلان اعتماد الكود العمراني لوادي حنيفة على مساحة 1800 كيلومتر ضمن النطاق الإشرافي للهيئة على مساحة 190 كيلومترا، يأتي ضمن سلسلة من المبادرات والبرامج التي تتبناها هيئة تطوير بوابة الدرعية للتنمية المجتمعية والاقتصادية والبيئية كمنهجية مستدامة.
ويهدف الكود إلى إيجاد بيئة حضارية مستدامة تعزز جودة الحياة، ورفع مستوى جودة التصاميم المعمارية، وتنظيمات التخطيط الحضري والعمراني وأنظمة البناء واستعمالات الأراضي وإيجاد بيئة مميزة ومستدامة، تخدم مجتمع الدرعية وتلبي تطلعات السكان في المنطقة، وتعزز الأهمية التاريخية لها، وتبرز التراث العمراني الاستثنائي لـ"جوهرة المملكة" بطابع وطراز معماري يعكس الهوية والنمط العمراني للمنطقة من خلال تبني نظام الفناء الداخلي، والتوظيف الأمثل للفراغات.
ودعت هيئة تطوير بوابة الدرعية المستفيدين وملاك العقارات الواقعة ضمن نطاقها الإشرافي إلى التواصل معها من خلال "استديو التصاميم" الذي يوفر الإرشادات والاستشارات التصميمية من خلال خبراء ومختصين للمستفيدين بحجز موعد لمراجعة التصاميم، تمهيدا لإصدار شهادات مطابقة التصاميم مع الكود العمراني التي تمكن المستفيدين من البدء بإصدار تراخيص البناء من خلال منصة بلدي.
يذكر أن هيئة تطوير بوابة الدرعية، تأسست في يوليو 2017 بموجب مرسوم ملكي لتصبح الجهة المسؤولة عن تطوير الدرعية وإبرازها كمركز للأنشطة المجتمعية والثقافية، إلى جانب تعزيز مكانتها كوجهة سياحية دولية رائدة لتكون من أهم أماكن التجمعات السياحية في العالم من خلال تقديم الفن والموسيقى والأزياء والترفيه للضيوف من جميع الأعمار.
وترتكز عملية التطوير التي نتبعها في هيئة تطوير بوابة الدرعية على خدمة المجتمع المحلي في الدرعية من خلال عديد من المبادرات في إطار برنامج "ثقافتنا" الذي يهدف إلى تبني نظام لإلهام وتمكين الشباب ليصبحوا قادة الغد.
نشأت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة في عام 1446هـ، ثم أصبحت عاصمة للدولة السعودية الأولى في عام 1744هـ، لتمثل نقطة تحول في تاريخ شبه الجزيرة العربية خاصة والتاريخ العربي والإسلامي عامة، حيث أسست للاستقرار والازدهار، ووحدت معظم المنطقة في شبه الجزيرة العربية تحت ظل دولة واحدة، منهية بذلك التفتت والتناحر وغياب الأمن. وأصبحت الدرعية في قلب الجزيرة العربية مقصدا للتجارة والثقافة والمعرفة والتواصل والتبادل الاقتصادي. كما أن الدرعية كانت مركزا لطرق التجارة والحج المتجهة إلى أنحاء مختلفة في المنطقة ورابطا حيويا بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.
ورغم البيئة الصحراوية الصعبة أصبحت الدرعية واحة للمجتمع النموذجي، وقد منحها هذا السلام والازدهار ورؤية الدولة المستندة إلى مبادئ وثوابت سامية مكانة سياسية واقتصادية وعسكرية ودينية بارزة في المنطقة، إلى أن تحولت مع مضي الوقت إلى منارة للعلوم والتعليم.