ملايين كرة القدم

أسأل نفسي لماذا يحترف جمهور كرة القدم التشجيع لناد معين دون اغتنام لفترات التنقل مثل اللاعبين والإداريين؟
يخلص الجمهور لفريقه في حين يرتبط إخلاص اللاعب المحترف للنادي بالعائد المالي، وكذلك المدرب، لكنها العاطفة مقابل الملايين!
الاحتراف مع لاعبين أجانب محترفين حقق جذبا للجماهير وإثارة أكثر لمباريات كرة القدم السعودية، لكن هناك شفافية مفقودة، نقرأ ونسمع عن أرقام بعشرات الملايين من العملات الصعبة لذاك اللاعب أو المدرب مع شروط جزائية لا يمكن تصور القبول بها لضخامتها ولا يعرف دقة هذه الأرقام لعدم إعلانها بشكل رسمي مثلما لا يعرف أثرها الحقيقي والعائد المتحقق بعيد المدى، يضاف إلى هذا أن فرص اللاعب السعودي في المشاركة تراجعت، لكن في مقابل توافر فرصة الاحتكاك مع لاعبين محترفين لهم أو لبعضهم تاريخ حافل. تخيل الأثر في النشء حين معرفتهم بتلك المبالغ الضخمة لا شك أن كثيرا منهم سيفضلون كرة القدم كمصدر رزق على حساب "مهن" أخرى، ونتيجة ذلك يدفعها أولياء الأمور.
ومع ما يتداول من أرقام ضخمة لجلب لاعب أو مدرب من المهم أن تتوافر للأندية إدارات قانونية محترفة ولجان خبرة متمكنة لئلا تقع فريسة للسماسرة، لكن في خضم بحث إدارات الأندية عن المراكز المتقدمة لا يتوقع اهتمامها المستدام بذلك، خاصة مع ما يثار أحيانا - دون التأكد منه - من أن بعض الأندية جلبت لاعبين بمبالغ ضخمة لم تستفد منهم ثم عادوا إلى أنديتهم الأصلية الأجنبية بشبه المجان، هنا يقترح على وزارة الرياضة إنشاء إدارة قانونية موسعة تقوم بدور الاستشارة والإرشاد عند التعاقدات، كما أن تعظيم الاستفادة من مدربين ولاعبين أجانب بما يتجاوز عملهم وارتباطهم بالأندية لمصلحة الكرة السعودية سيحقق عائدا طويل الأمد في تراكم الخبرة.
****
حين تشاهد اللاعبين والإداريين يتعانقون بحرارة بعد تحقيق انتصار، تتذكر الإجراءات الاحترازية لكورونا، يرد البعض أنه تم فحصهم قبل المباراة لكن الأخبار اللاحقة تتحدث عن إصابة لاعب أو أكثر، ما يشير إلى تهاون في تطبيق الإجراءات، والمشكلة أن هذه المشاهد من عدم التباعد، بل التخالط مع "التخابط" تدعم وجهة نظر تخفف من خطورة الفيروس، وهو ما يتعارض مع جهود وبيانات وزارة الصحة ويحبطها.
****
أقترح جائزة للمخرج التلفزيوني الذي ينجح في إكمال مباراة دون لقطة مباشرة على لاعب يبصق، نسميها جائزة كوفيد للإخراج التلفزيوني النظيف!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي