4 ركائز لتحقيق تعاف قادر على الصمود«1من 3»
حتى هذا الشهر، فقد أكثر من مليون شخص حياتهم بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد ـ 19، وأصيب بالعدوى أكثر من 35 مليون شخص. وفي كل بقعة من العالم، يعاني أشد الناس فقرا أيما معاناة، وتشير التقديرات الواردة في تقرير البنك الدولي الصادر أخيرا بعنوان: "الفقر والرخاء المشترك" إلى أن معدلات الفقر المدقع في العالم ستزيد هذا العام للمرة الأولى خلال جيل واحد.
ففي عام 2020 وحده، من الممكن أن تؤدي هذه الجائحة إلى زيادة كبيرة في عدد الفقراء المدقعين بين 88 و115 مليون شخص. وهذه أسوأ انتكاسة على الإطلاق نواجهها في سعينا إلى إنهاء الفقر. علاوة على ذلك، لم تؤثر كورونا في الفقراء المدقعين فحسب، لكن عمليات الإغلاق والتوقف المفاجئة لمختلف الأنشطة الاقتصادية وتقييد الانتقال والحركة كان لها تأثير واسع النطاق في الجميع. ومن الأرجح أن يكون الفقراء الجدد من سكان المناطق الحضرية ومتعلمين، ويعملون في الخدمات غير الرسمية والصناعات التحويلية، بدلا من الزراعة، وستتأثر الدول متوسطة الدخل تأثرا كبيرا. كما أن النساء أكثر تأثرا وتضررا حيث إن نسبة فقدانهن للعمل تبلغ ضعف نسبة الرجال، ويتحملن أعباء رعاية الأسرة في حالة الإغلاق، فضلا عن تقليل عدد الوجبات الغذائية اليومية بسبب انخفاض الدخل.
ويتناول هذا التقرير ثالوث جائحة كورونا والصراعات وتغير المناخ، وهذه المشكلات مجتمعة تؤدي إلى هذه الانتكاسة. فإذا كانت جائحة كورونا هي التهديد الأحدث عهدا، فإن الصراعات وتغير المناخ كانا سببا في تباطؤ تقليص الفقر لأعوام، وما لم يتم التعامل معها على نحو حاسم، فإنها ستؤثر في القدرة على تحقيق هدفنا لعام 2030. فعلى سبيل المثال، تضاعفت معدلات الفقر المدقع تقريبا بين عامي 2013 و2015 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومرة أخرى بين عامي 2015 و2018 بسبب الصراعات الدائرة في سورية واليمن. وفي حين أن 37 دولة من الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات تمثل 10 في المائة من سكان العالم، فإنها تمثل 40 في المائة من فقراء العالم. وإذا لم يتم التصدي لتغير المناخ، فقد يدفع ما بين 68 و132 مليون شخص إلى السقوط في براثن الفقر بحلول عام 2030، ما يشكل تهديدا خطيرا بشكل خاص لدول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة جنوب آسيا، حيث يتركز معظم فقراء العالم.
وهذه تقييمات خطيرة تستند إلى أدلة وشواهد وتبرز التحديات، فضلا عن المجالات التي يتعين علينا إيلاء أولوية لها لاتخاذ الإجراءات السريعة والمهمة لمساعدة مئات الملايين من الناس الأشد احتياجا. دعونا نضع أنفسنا مكان شونا بانو بيجوم من بنجلادش، التي تبلغ من العمر 55 عاما، وتعيش مع ابنها وزوجة ابنها وحفيدين. وقد عملت في أحد كمائن الطوب، غير أن ابنها لا يستطيع أداء العمل الشاق بسبب مرض في القلب. لكن جائحة كورونا والإعصار الأخير أفقداها فرص العمل، ما أجبر الأسرة على المعاناة لتغطية نفقاتها وتوفير أسباب الحياة... يتبع.