بعد الجائحة .. هل تستمر الشركات على اعتماد نمط العمل عن بعد ؟

بعد الجائحة .. هل تستمر الشركات على اعتماد نمط العمل عن بعد ؟
أحمد الفيفي
بعد الجائحة .. هل تستمر الشركات على اعتماد نمط العمل عن بعد ؟
تقنيات التحول الرقمي المعتمدة من قبل الشركات مكنتها من الاستمرار.

التحول الرقمي هو الأساس الذي تعتمد عليه جميع القطاعات للبقاء واستمرار أعمالها ونشاطاتها في الوقت الحالي جراء أزمة كورونا ، إذ استثمرت العديد من الجهات في تقنياته، ما ساعدها على تجاوز الأضرار الاقتصادية المتعلقة بالجائحة.
واعتمدت على تقنيات كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وعمليات التحليل والحوسبة السحابية ونظم الاجتماعات الافتراضية، الأمر الذي أسهم في نجاتها وبقائها.
ويوضح لـ "الاقتصادية" أحمد الفيفي مسؤول في إحدى الشركات التقنية، أن الحلول السحابية العامة هي أساس التحول الرقمي في المملكة والشرق الأوسط. وتساعد الحلول التي تعمل في الزمن الحقيقي مؤسسات الشرق الأوسط على قياس تجارب الموظفين مع العمل عن بعد، وتدريب الموظفين على مهارات العمل المستقبلية، وتعزيز المصادر التي يمكنهم الاستفادة منها اعتمادا على شبكة عالمية من الموردين، كما أن المرونة والتركيز على العملاء والقدرات التنافسية تمنح المؤسسات مزايا تجارية هائلة.
وعند سؤاله حول مدى استمرار نمط "العمل عن بعد"، توقع الفيفي استمرار اعتماد الشركات وعديد من قطاعات المختلفة على هذا النمط، وهو الأمر الذي كان معتمدا بشكل بسيط جدا قبل الجائحة بالنسبة إلى عديد من الجهات التي كانت تطبقه على نطاق محدود، إلا أن عديدا من الجهات بعدما قامت بتجربته مع الموظفين خلال فترة الجائحة، الذي أثبت فاعليته في ظل اعتماد الشركات على عديد من الحلول التقنية المتطورة المرتبطة بالتحول الرقمي، كتحليل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء، وتقنيات الاتصالات والاجتماعات الافتراضية.
ومع التوقعات التي تشير إلى حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا، قال الفيفي، "نتيجة للاستثمارات التقنية التي قامت بها الشركات خلال الفترة الماضية، فإنها لن تواجه التأثير ذاته المرتبط بالموجة الأولى التي كانت مفاجأة لها، بل باتت الشركات التي استثمرت في التقنيات الجديدة أكثر جاهزية لمواجهة هذه الموجة وتقليل التأثير السلبي المرتبط بها إلى أدنى المستويات".
وكشفت دراسة بحثية أجريت بالتعاون مع "أكسفورد إكونوميكس"، سلطت الضوء على كيفية تبني الشركات لمنهجية إدارية شاملة من أجل تحقيق أهداف استراتيجياتها وعملياتها اليومية، وشملت ثلاثة آلاف مدير تنفيذي من شركات من مختلف أنحاء العالم، وضمن عشرة قطاعات. وكشفت الدراسة عن أن 32 في المائة من المؤسسات تستثمر في التقنيات الجديدة من أجل تحليل البيانات، وأن أهم ثلاث تقنيات تستقطب الاستثمار هي الذكاء الاصطناعي 34 في المائة، وإنترنت الأشياء 33 في المائة، وعمليات التحليل 27 في المائة، كما أن 34 في المائة من الشركات تؤهل وتدرب الموظفين على التعامل مع البيانات، و25 في المائة تعمل على توسيع نطاق تطبيق سياسات حوكمة البيانات لتغطي جميع منظومة عمل المؤسسة. ويمكن للاستثمار في التقنيات أن يسهم في تحقيق النجاح المؤسسي، بما في ذلك تحسين مستوى تجارب المواطنين والعملاء بنسبة 48 في المائة، وتعزيز خبرات الموظفين 47 في المائة، وزيادة إنتاجية الموظفين 46 في المائة.
وفي هذا السياق، قال الفيفي، "تواكب مؤسسات الشرق الأوسط المؤسسات العالمية في الاستثمار في التقنيات التي تعمل في الزمن الحقيقي لتعزيز تجارب المستخدمين من المواطنين والعملاء والموظفين، الأمر الذي تزداد الحاجة إليه خلال جائحة كورونا الحالية، وتحتاج مؤسسات الشرق الأوسط إلى التحول رقميا إلى شركات ذكية لبناء مستويات جديدة من المرونة والربح والاستدامة".
وأظهرت دراسة لشركة يوجوف، أن 83 في المائة من صانعي القرار في مجال تقنية المعلومات في المملكة يدركون أهمية السحابة العامة لدمج وتكامل التقنيات المستقبلية.
تقنيات التحول الرقمي المعتمدة من قبل الشركات مكنتها من الاستمرار.

الأكثر قراءة