الوجه الإلكتروني
هناك حالة من التغافل عن قضية مهمة، فرضتها التغييرات في وسائل الإعلام والتواصل والخدمة، جاءت من العالم الافتراضي وعمالقة الإنترنت أو العناكب الضخمة المسيطرة على كل خيوط الشبكة العنكبوتية، أبرز السلبيات "وهي عود من عرض حزمة" إعلانات نصب وتحايل وتغرير تستهدف الجانب الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، تسمح بمرورها هذه الشركات العملاقة، وتجبرنا على مشاهدتها على شكل قصص مزيفة بصور لأشخاص لا نعلم عن موافقتهم من عدمها على الظهور في هذه" النفايات التي تقدم على شكل إعلانات"، بل إن بعض الصحف والمواقع المحلية خضع لهذه الموجات العاتية، بحثا عن دخل ضئيل مشوب بكثير من الضرر والتغرير بالمتلقي، ما يتناقض مع رسالة هذه الصحف والمواقع حسب المفترض والمتوقع، ويسيء إليها وللعاملين عليها، في حين صمدت صحف أخرى في احترام زوار وقراء صفحاتها، وهو ما يحسب لها ولمن يديرها، والسؤال للجهات المعنية في مقدمتها وزارة الاتصالات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، هل يعقل أنه لا يوجد حل تقني أو قانوني أو حتى تفاوضي، يجبر عمالقة الإنترنت على عدم استغلالنا بفرض "نفايات إنترنتية" علينا؟، والاكتفاء بالمخادعة بمسألة الإبلاغ عن المسيء مع استمرار ضخ كم أكبر منه، عناكب الإنترنت الضخمة التي تعرف معظم إن لم يكن كل تفاصيل حياتنا وتفضيلاتنا وتكاد توجه حياتنا، أليس بإمكانها حجب هؤلاء اللصوص من القفز على أسوار تصفحنا واستلاب أذهاننا واستغلال نقرات أصابعنا؟، لا يمكن تقدير الخسائر من وراء هذا المد العالي لا اقتصاديا ولا اجتماعيا وأمنيا والمؤكد أنها خسائر ضخمة وعميقة الضرر تتزايد كل يوم، فلماذا لا تتحرك الوزارة والهيئة؟
***
الوجه الإلكتروني لشخص ما في وسائل التواصل، وجه من العالم الافتراضي، فهو قابل للشد والنفخ والفلترة مع لمسات من الألوان الجذابة، والقصد بوجه الشخص ذاته وأخلاقه، التي لابد أن يجملها ويحسنها في العالم الافتراضي، لا قسمات وجهه وجمال أو وسامته خلقته. الوجه الإلكتروني في الأغلب محسن، ويختلف عن "النسخة المخبأة" درجة الاختلاف تختلف من شخص إلى آخر، فلا تنصدم إذا ما وجدته يناقض بشكل صارخ وجه الشخص نفسه في عالم الواقع الملموس، تذكر أن الفعل والتعامل هو ما يخبر عن حقيقة الجوهر، والتعامل في العالم الافتراضي يبقى افتراضيا.