وطن لا تدافع عنه لا تستحق العيش فيه

على الرغم من اختلاف الرؤى حول مفهوم الوطن، فإنه المكان بمكوناته الطبيعية والبشرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى التاريخ والعادات والتقاليد، وكذلك المشاعر المرتبطة به. وبناء عليه، فإن الوطن مفهوم متعدد الأبعاد والمضامين، لا يمكن اختزاله في بُعد أو نسق واحد. ومن أبلغ ما قيل حول واجباتنا تجاه الوطن مقولة الرئيس الأمريكي جون كنيدي، التي تنص: "لا تسأل ماذا قدم لك وطنك، وإنما اسأل ماذا قدمت أنت لوطنك".
بمناسبة قرب حلول اليوم الوطني الـ90، نبتهج ونحتفل بهذا الكيان المميز بمكوناته وإنجازاته شعبا وأرضا، ونتذكر المؤسس - طيب الله ثراه - وندعو له بالرحمة وخير الجزاء على بناء وطن عظيم من خلال توحيد القبائل والمناطق والمدن والقرى والبوادي تحت راية واحدة في وطن واحد، يعيشون في أمن وأمان، دون تمييز بين مكوناته في غربه وشرقه وشماله وجنوبه، وكذلك الدعاء لأبنائه الذين شاركوا في البناء، يدا بيد مع أبناء هذا الوطن الشامخ بهمة حتى بلوغ القمة، للوصول إلى ما نحن فيه في الوقت الحاضر من استقرار ونهضة وتقدم. تجدر الإشارة إلى أن مفهوم "المواطنة" يرمز إلى العلاقة أو الانتماء القانوني لوطن معين بمفهومه الشامل للحقوق والواجبات، في حين أن "الوطنية" تعني الشعور الصادق بالانتماء القوي والولاء المخلص للوطن وللقيادة السياسية، لدرجة التضحية في سبيله والاستعداد للدفاع عنه. والفرق بين مفهومي المواطنة والوطنية يكمن في أن الأول يعني حالة أو انتماء قانونيا يكتسبه الإنسان بحكم جنسيته أو ولادته، في حين أن الوطنية تعني الشعور تجاه الوطن المتمثل في الدفاع عنه والمشاركة في تنميته وتطويره والحفاظ عليه بمكوناته ومقدراته. لذلك هناك من يحمل جنسية دولة معينة، لكنه يفتقر إلى الوطنية أو يعاني ضعفها!
في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان - حفظهما الله -، يشهد الوطن تطبيق رؤية طموحة تنقل الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، من خلال تعزيز العمل المؤسسي وسن الأنظمة الكفيلة بحفظ الحقوق العامة والخاصة، وتطوير البنية التحتية بما يشجع على استقطاب الاستثمار الخارجي والسياحة الدولية، إضافة إلى الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، ومكافحة الفساد بأشكاله وأنواعه كافة، وفوق هذا وذاك تمكين المرأة وتوظيف الشباب في مجالات متعددة. ولا يمكن اختزال الرؤية الطموحة في ذلك، لأن "رؤية 2030" بمفهومها الشامل ترسم طريق المستقبل وتحدد الأولويات الوطنية وفق الإمكانات التي ينعم بها هذا الوطن مع الأخذ في الحسبان الاتجاهات المستقبلية الدولية في العلوم والتقنية والأنماط الاقتصادية.
لا بد من الاعتراف بأنه لا يمكن في مقالة قصيرة استعراض الإنجازات الرائعة التي تتحقق على أرض الواقع على الرغم من الظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها العالم نتيجة جائحة كورونا، بدءا بتعزيز المكانة السياسية الدولية للمملكة، ورفع المركز العالمي للاقتصاد السعودي، وانتهاء بتحقيق الرقي بمستوى معيشة المواطن، وحفظ حقوق من يعيش على تراب المملكة العربية السعودية، ليعيش الجميع بعزة وكرامة وازدهار.
وأخيرا، أرفع التهاني المخلصة والدعوات الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير الطموح محمد بن سلمان، وللشعب السعودي، وأدعو الله أن يحفظ هذا الوطن وقادته، وأن يديم عزته وأمنه وتقدمه وازدهاره في ظل قيادة الحزم والعزم والطموح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي