سيسكو لـ "الاقتصادية": تبني مفهوم العمل عن بعد يرفع المتطلبات الأمنية للشركات

سيسكو لـ "الاقتصادية": تبني مفهوم العمل عن بعد يرفع المتطلبات الأمنية للشركات
الحلول التقنية للعمل التعاوني مكنت الشركات من تجاوز آثار الجائحة.
سيسكو لـ "الاقتصادية": تبني مفهوم العمل عن بعد يرفع المتطلبات الأمنية للشركات
سلمان فقيه

شكلت تداعيات جائحة كوفيد - 19 أزمة وتحديا حقيقيا أمام الجميع وشلت عديدا من القطاعات عالميا، إلا أن التقنية والتحول الرقمي كان لها رأي مخالف لهذا، حيث مثلت بالنسبة إليها فرصة سانحة لتسريع دوران عجلة التحول الرقمي لجميع القطاعات الحكومية والخاصة التي كانت إلى حد كبير تتسم بمرونة التغيير في بيئاتها، إلا أنها أضافت عديدا من المتطلبات لهذه القطاعات لاستغلال الفرصة للبقاء والاستمرارية.
وقال سلمان عبدالغني فقيه المدير التنفيذي لشركة سيسكو في السعودية في حديث لـ"الاقتصادية، "على الرغم من تداعيات جائحة كوفيد - 19 على العالم أجمع وكونها تحديا صعبا تواجه مختلف المكونات حول العالم، إلا أننا نرى فيها فرصة ذهبية لتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة ودعم البنية التحتية الرقمية والارتقاء بمستوى الاستعداد الرقمي للدول، فضلا عن ترسيخ قدرات وخصائص جديدة تصب في مساعي الشركات المعنية بزيادة مناعتها ومرونتها وتوسيع قنوات التواصل مع جمهورها، ونرى بأن جائحة كوفيد - 19 قد شكلت حركة بمنزلة صحوة للمتأخرين عن رحلاتهم في التحول الرقمي، فما قبل الأزمة، كنا نصنف الشركات والحكومات التي لديها قدر عال من الاستعداد الرقمي بفضل استثماراتها في بنيتها الرقمية بالأمر الجيد، أما الآن فقد حولته جائحة Covid -19 إلى ضرورة ماسة لضمان استمرارية الأعمال. والناجون اليوم هم أكثر قوة ومرونة بعد أن استطاعوا التكيف مع الظروف المتخبطة التي ولدتها الجائحة، وباتوا يشكلون قوة داعمة لمساعي الدول المعنية بترسيخ الاقتصاد الرقمي".
وحول استمرارية الشركات بالاعتماد على تطبيقات الاتصالات المرئية والصوتية في فترة التعافي، قال فقيه إنه من المتوقع أن تستمر تقنيات التعاون مثل Webex في الازدهار والنمو في المملكة، حيث تعمل المؤسسات على تسريع أجنداتها الرقمية لتعزيز العلاقات وزيادة الكفاءات وتقليل النفقات العامة المتعلقة بتكاليف السفر والمكتب، وبحسب دراسة "برايس ووترهاوس كوبرز" يرى أكثر من 50 في المائة من المشاركين في الدراسة بأن شركاتهم ستدرج سياسة العمل عن بعد كخيار دائم للوظائف التي تسمح بذلك، باستخدام أدوات وتقنيات التعاون والاتصالات على الإنترنت، أدركت المنظمات حول العالم أن طرق العمل القديمة ليست هي الوحيدة لإنجاز العمل، وأننا الآن في وضع يمكننا من تطوير طرق أفضل للعمل، مع فرق افتراضية موزعة، ومرونة تنظيمية أكبر، وتركيز أقل على البنية التحتية والموقع، يمكننا الآن إيجاد طريقة أفضل للعمل، إذا، من بعد تحليل مخرجات هذه المرحلة، فإن التقنية ستلعب دورا أكبر لتمكين المرحلة المقبلة وسنرى نماذج عمل أكثر مرونة في جميع أحجام الشركات ومن مختلف القطاعات".
وحول أمان هذه الحلول والآليات المتبعة لحمايتها وحماية الشركات أشار سلمان إلى أن هناك علاقة طردية بين ارتفاع معدل العمل افتراضيا وبين الحاجة إلى ترسيخ عامل الأمن، فكلما ازداد انتشار رقعة العمل عن بعد ازدادت متطلبات الشركات الأمنية، حيث تشكل هذه المرحلة فرصة ذهبية للمخترقين والمجرمين الرقميين، وأوجد ارتفاع الطلب على تطبيقات التعاون فجوات عديدة معنية بأمن المعلومات، كما ولد ذلك عبئا كبيرا على إدارة أنظمة المعلومات في الشركات. ففي السابق، كانت الشركات قادرة على مراقبة وفحص التهديدات في شبكات المكاتب، أما اليوم، فقد تغير المشهد تماما، حيث يعتمد الموظفون اليوم على السحابة للبقاء على اتصال بزملائهم في العمل والعملاء. ومن هذا المنطلق، تولد عمليات الأمان المتساهلة فرص ذهبية للمتسللين للاستفادة منها.
وأضاف "بشكل عام، يجب على تطبيقات التعاون Collaboration Applications أن تقوم بتوفير تجارب سلسة لمستخدميها دون المساس بسلامتهم ويجب أن نضمن أن عنصري الأمان والامتثال مدمجان في تجربة العمل الافتراضية بالكامل من الألف إلى الياء ولا يجب علينا المقايضة بها".
وحول إقبال القطاعات في السعودية على هذه الحلول قال فقيه إن المحرك الأساسي لنمو منصات التعاون هو أخذ العالم من مرحلة استمرارية العمل إلى مرحلة الواقع الجديد، مرحلة الواقع الجديد تحتاج إلى نماذج أعمال عصرية هجينة مبينة على التكنولوجيا وتتمتع بقدرات المرونة، فضلا عن أن هذه المنصات قد ولدت منافع رئيسة تصب في أهداف المؤسسات مثل زيادة العائدات، وتحسين تجارب العملاء، وزيادة قنوات التواصل، وزيادة الكفاءات، وتقليل النفقات العامة المتعلقة بتكاليف السفر والمكتب.
وتابع "على سبيل المثال خلال الجائحة، ارتفع الطلب على حلول Webex بشكل كبير، مع ما يصل إلى 4.2 مليون اجتماع في يوم واحد. وفي السعودية، سجل المستخدمين من جميع القطاعات أكثر من 42 مليون دقيقة اجتماع فيديو خلال ثلاثة أشهر من الأول من آذار (مارس) حتى الأول من حزيران (يونيو) 2020، واستفاد ما يزيد على 750 من العملاء في المملكة خلال ذروة فترة الوباء وانتشار سياسات العمل من المنزل والتعلم عن بعد، من المنصة للحفاظ على اتصالهم في مختلف القطاعات بما في ذلك الحكومية والرعاية الصحية والتعليم، وفي الإطار الزمني نفسه، أجرى نحو 43,888 مضيفا نشطا في المملكة نحو 160 ألف اجتماع فردي ومكن أكثر من 70 ألف موظف في القطاع الحكومي من العمل عن بعد.

الأكثر قراءة