Author

تعددت الأسباب والضغط واحد (2)

|

يمر بكل واحد منا على مدار حياته اليومية عديد من المتغيرات والأحداث التي قد تسبب له إنهاكا بدنيا وربما نفسيا، وأشرنا في المقال السابق إلى بعض مسببات هذه المتغيرات والضغوط، ويبقى السؤال الأهم هو كيف نتعامل مع هذه الضغوط؟ أو لنقل على أقل تقدير كيف نخرج منها بأقل الخسائر؟ ولعل أهم بعد ينبغي الأخذ به هو أن نقرر أن يكون تعاملنا معها إيجابيا، حيث ننظر إليها بأقصى درجات الهدوء ونعلم يقينا أنه لا يوجد شر محض، فما من محنة إلا وتحوي في جوانبها منحة، متمثلين قوله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له». وقد نشر بحث علمي تم خلاله إجراء مسح حول الطرق الناجحة في التعامل مع ضغوط العمل، وأظهرت نتائج المسح أن 90 في المائة من الأشخاص الناجحين هم الذين استطاعوا أن يتحكموا في مشاعرهم أثناء أوقات الضغوط الشديدة، وممن يتمتعون بالهدوء والقدرة على إنجاز الأعمال تحت وطأة الضغط. إنه لمن الأهمية بمكان أن يحدد الإنسان مصادر الضغط النفسي لديه ليتمكن من الحد منها بأفضل الطرق. ومما ينصح به علماء النفس للتعامل مع ضغوط الحياة أن يحرص الإنسان على أخذ إجازة بين الحين والآخر، ويرون أن أخذ إجازات قصيرة كل شهرين أو ثلاثة أفضل من أخذ إجازة طويلة بعد عمل مستمر، وكذلك الحرص على مزاولة الرياضة باستمرار أو أي هواية تميل لها النفس، كالرحلات البرية أو البحرية أو البستنة أو غير ذلك. إنه لمن المهم جدا أن نعلم أن الحياة متذبذبة، فيوم لك ويوم عليك. من هنا، فإنه ينبغي للإنسان أن يكون القائد قدر الإمكان لتلك الأيام جميعها، وأن يحرص على تحقيق التوازن فيها، وألا يعطي الأمور أكبر من حجمها. إن علاج الضغوط لا يكون بالتخلص منها لأنها جزء من حياتنا اليومية، وإنما يكون بممارسة الأساليب الإيجابية في التعامل معها والتخفيف من آثارها وسلبياتها. وشاعرنا العربي نظر نظرة إيجابية للضغوط حين قال:
جزى الله الشدائد كل خير
وإن كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها حمدا ولكن
عرفت بها عدوي من صديقي

إنشرها