Author

تعددت الأسباب والضغط واحد «1»

|
من المسلم به أننا نعيش في زمن صعب وفي عالم يعج بالأحداث اليومية المتسارعة، سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو المجتمعي، وما لم نتعلم كيف نتعايش مع هذه الضغوط المستمرة ونحد من هجومها الشرس علينا، فإننا وبكل أسف سنجد أنفسنا نئن تحت وطأتها وستتداعى علينا الهموم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها! لا شك أن الضغوط تختلف من شخص إلى آخر حسب جنسه ذكرا كان أو أنثى وحسب طبيعة عمله، وقد تتشابه في بعض جوانبها ولذا فإن كل شخص أعرف بنفسه وبطبيعة الضغوط التي يواجهها، هل هي ناتجة عن العمل أم عن ظروف أسرية أم عن وضع صحي سواء كان جسميا أو نفسيا أو عاطفيا أم عن طبيعة المجتمع وتعامله معه، وأيا كان الأمر فإنه ينبغي أن نعلم جميعا أن النكد والضغوط هي أمور لا يمكن تلافيها وقد قال الحق سبحانه "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، وإنما الحكمة أن نتعلم كيف ندرب أنفسنا على تقبل هذه الضغوط وأن نحسن التعامل معها، حيث نسعى إلى الإقلال من آثارها علينا لأقصى درجة ممكنة، فلو نظرنا إلى بعض أسباب الضغوط التي يعانيها كثير من الناس لوجدنا أن الغضب يأتي على رأسها ومسبباته كثيرة ومتنوعة، وهنا تأتي أهمية تطبيق مقولة الصادق الأمين "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". وقد أعجبتني إجابة أحد الحكماء حينما سأل ما الغضب؟ فأجاب، إنه العقاب الذي نعاقب به أنفسنا على خطأ ارتكبه شخص آخر! ومن أسباب الضغوط طبيعة العمل الذي يزاوله الشخص خاصة المرأة العاملة التي تكافح لتوازن بين عملها ومشكلاته وبين متطلبات حياتها الأسرية، ما يولد عندها ضغوطا ربما تكون أشد مما يواجهه الرجل في عمله. انظر كذلك إلى الضغوط التي يواجهها الأطباء والصيادلة والإخصائيون الصحيون، خاصة أوقات الأزمات وانتشار الأوبئة، أو تلك التي يواجهها رجال المرور وهم يعملون تحت وطأة الشمس الحارقة أو رواد الأعمال لكونهم تحت ضغط شديد ومستمر، سعيا وراء النجاح المستمر. نعم إن الضغط الطبيعي أمر متوقع بل هو محرك رئيس لحيوية الإنسان ونشاطه مثله مثل التطعيم الذي يعطى لتكوين مناعة مستقبلية عن الأمراض وينطبق ذلك مع المثل الذي يقول "الضربة التي لا تقتل تقوي".. و(للحديث بقية).
إنشرها