تاسي .. الصورة الكاملة

دائما ما ينظر أهل الاختصاص بكل مجال من مجالاتهم إلى الصورة الكاملة ومن جميع زواياها عند الحكم على موضوع ما. وهنا الحديث عن المؤشر العام للسوق السعودية وتحديدا من الناحية الفنية فحسب فإننا نرى أن السوق باتجاه (ترند) صاعد منذ ستة أشهر وذلك بعد ارتداده من منطقة 6000 نقطة وصولا إلى منطقة 7900 نقطة حيث لا يفصلها إلا مسافة قصيرة عن مشارف الـ 8000 نقطة.
لكن عند النظر بصورة أكبر وأوسع على الشارت ولفترة أطول ومدى تحرك المؤشر العام خلالها نجد أن السوق منذ أن هبطت من 9400 نقطة العام الماضي ما زال يسير باتجاه هابط ورغم تحركاته الإيجابية بالاتجاه الصاعد خلال الأشهر الستة الأخيرة ما زال يقبع تحت الترند الهابط من 9400 نقطة الذي يشكل عامل ضغط على حركة السوق منذ ذلك الوقت، حيث لم تستطع السوق تجاوز ذلك الاتجاه الهابط رغم صعوده بين الحين والآخر.
بل عند النظر إلى ملامسة السوق لذلك الترند فإننا نشهد عندها عمليات تصحيح وعودة للهبوط مجددا.
وحيث إن السوق وصلت إلى منطقة الترند الهابط حاليا فمن المتوقع أن يعيد التاريخ نفسه من تراجعات سابقة بغض النظر هل ستكون تلك التراجعات مجرد تصحيح وتهدئة ومن ثم العودة لاختراق الاتجاه الهابط أو عودة لاستكمال المسار الهابط من جديد. لأن من المعلوم أن مناطق ملامسة الترند الهابط هي مناطق مقاومة بطبيعة الحال وغالبا ما يحتاج اختراقها إلى عوامل إيجابية سواء أكانت أخبارا أم أحداثا تسهم في دعم الاختراق والتحرر من المسار الهابط الذي ما زال ضاغطا على السوق منذ أكثر من عام.
وبطبيعة الحال فإن وصول السوق إلى المنطقة الحالية يحتاج إلى تهدئة بعد صعود متواصل خلال الفترة الماضية بل إن مواصلته الارتفاع حاليا قد يضر بالسوق مستقبلا أكثر مما ينفعها، حيث إن تأجيل عمليات الاستراحة ينتج عنها في الأغلب عمليات تصحيح أكثر قسوة. وهنا فالقصد هو حاجة السوق إلى التهدئة وهي أمر طبيعي حسب ما سبق ذكره لكن في حال تجاهل السوق لذلك واستمرارها في الصعود فإن الطمأنينة للحركة تكون بعد الإغلاق فوق مستوى 7900 نقطة وبسيولة أعلى مما سبقها خلال الفترة الماضية لتكون أولى أهدافها عند منطقة 8400 نقطة -بإذن الله.
علما أن مناطق الدعم الحالية هي 7400/7500 ومن ثم 7200 وهي التي تحفظ للسوق اتجاهها الصعودي على المدى المتوسط طالما يتداول أعلى منها.
ومن جهة أخرى فإن العامل الأساسي لتحركات أي سوق هي أرباح الشركات ونتائج أعمالها فمتى ما كانت إيجابية أسهم ذلك في تحرك السوق للأعلى والعكس صحيح وبالنظر إلى نتائج الربع الثاني لسوقنا المحلية فإن الشركات المؤثرة التي لها وزن أكبر فيه جاءت بين سلبية أو متواضعة إلى حد ما كما أن نتائج الربع الأول لم تكن مختلفة كثيرا عنها في الربع الثاني في ظل الجائحة التي تغزو العالم منذ مطلع العام الحالي وما زالت تؤثر فيه اقتصاديا التي كانت سببا في سلبية النتائج وعنصرا مؤثرا فيه. وتجدر الإشارة إلى أن الارتداد الذي شهدته السوق منذ أشهر وما زال كان مدعوما بارتفاع أسعار النفط الذي يشكل شريان الاقتصاد المحلي، حيث ارتفع أكثر من 70 في المائة منذ أيار (مايو) الماضي عما كان عليه قبل ذلك ولعل ذلك جبر بعض السلبية في نتائج الشركات وعزز من ارتداد السوق من منطقة 6000 الذي صحبه ارتداد للأسواق العالمية أيضا.
ولا بد هنا من التذكير أن أسواق المال متغيرة بطبيعتها وذلك لتأثرها بعوامل كثيره تتغير معها تعاملات المستثمرين حسب مرونتهم فالكلمة التي يجب أن يتبعها المستثمر هي كلمة السوق أولا وأخيرا ولا يتشبث برأيه البسيط مقابل السيل الكبير لحركة الأسواق عندما تقرر المضي قدما في اتجاه معين أو السير عكس مسارها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي