عن بعد أم قرب؟
برصد بسيط لما ينشر عن الاختراعات والابتكارات "المنجزة" في بلادنا أو من أبنائها وبناتها المبتعثين في الخارج، يمكن لك الخروج بنتيجة وحيدة وأنت في غاية الاطمئنان... أننا نقتنع بالفلاشات من الحديث والأخبار عن الاختراعات، يتم الاكتفاء بالإعلان الخبري المزخرف " الإنجازي" عن فكرة أو بحث أو محاولة أو حتى شهادة براءة ثم التوقف. وتبتهج الجامعة أو الجهة التي خرج أحد منسوبيها بما ذكر أنه ابتكار أو اختراع، معلنة في وسائل الإعلام "المفخرة"، وأن هذا ناتج من عملها وقدراتها وما وفرته، وهو دليل – عندها - على أنها تسير في الطريق السليم.
ثم يطوي النسيان "الابتكار أو الاختراع" بعد أن تم تسجيله في قائمة المنجزات "الإعلامية"، أو هي في واقع الأمر .. الدعائية!
كثيرة هي الأخبار من هذا النوع دون متابعة إعلام الجهة المعلنة، النتائج الملموسة حتى لو فشل أو تعطل ابتكار أو اختراع يجب إعلان ذلك من الجهة المعنية به، هذا من الشفافية وحقيقة الإنجاز على الأرض، أما مراكمة أخبار الاختراعات والبحث عن مراتب في مؤشرات خارجية، فهو في الحقيقة تضليل وتخدير. ولو كان الأمر بيدي لتمت مساءلة كل جهة عن كل خبر من هذا النوع تعلنه حتى لا يدعي أحد عملا لم ينجزه ويحتسب أنه موجود.. قائم، وهو ليس كذلك.
أعلم أن الابتكارات والاختراعات لها مسار طويل لتصل إلى أرض الواقع، لكن لا يعقل أنه رغم كثرة الأخبار عنها لم نر واحدا منها.
...
حتى هذه اللحظة، لا يعرف هل ستتم الدراسة للعام الدراسي المقبل عن بعد أم عن قرب في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية الضرورية. وإذا كان كبار المسؤولين في وزارة التعليم لا يجتمعون إلا عن بعد، فلا يحق لهم إجبار الطلبة على الحضور بالطريقة السابقة، كما أنهم مطالبون بإعادة النظر إلى رسوم المدارس الأهلية إذا كان الخيار تعليما عن بعد، وهو الأقرب احتمالا، فالوزارة هي التي رخصت وتشرف على هذه المدارس، وهي التي أخفقت في توفير مدارس حكومية لتشمل جميع الأحياء، وعليها القيام بواجباتها تجاه المجتمع.