Author

رياضة تحسين المزاج

|
تجمع الأوساط العلمية والصحية على أهمية ممارسة الرياضة أيا كان نوعها جسمية أو عقلية، فكما أن الرياضة العقلية تشحذ الهمم وتحفز خلايا المخ وتكافح الخرف والاكتئاب، فكذلك الرياضة الجسمية لا تقل أهميتها عن ذلك من حيث الدور الذي تقوم به في تحسين الصحة العامة لجسم الإنسان. هناك العشرات إن لم تكن المئات من أنواع رياضة الجسم من أشهرها رياضة محببة للكبار والصغار وللرجال والنساء على حد سواء، وهي رياضة السباحة أو ما تعارف على تسميتها "رياضة تحسين المزاج"، وحق لها أن تسمى بهذا الاسم نظرا إلى ما ثبت علميا من قدرتها على تحسين الحالة النفسية والعقلية للممارس، بالذات لمن يعانون تقلبات في المزاج شريطة الالتزام ببرنامج محدد لممارستها ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، كما أثبتت الدراسات قدرة هذه الرياضة على تحسين صحة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يتم ضخها مع كل نبضة للقلب بـ18 في المائة، إلى جانب تأثيرها في كمية الأكسجين التي يتم استهلاكها، إذ تزيد 10 في المائة، كما أن لها دورا واضحا في حرق السعرات الحرارية وإنقاص الوزن والحفاظ على مستوى السكر في الدم وتخفيض نسبة الكوليسترول الضار ورفع نسبة الكولسترول الجيد في الدم، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وغيره من الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب والسكتة الدماغية، بل إن السباحة تشتهر بقدرتها على تحسين جودة النوم لأنها تستخدم معظم عضلات الجسم إلى جانب العقل، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب، وبالتالي النوم بشكل أفضل. الفوائد الصحية لهذه الرياضة لا تقف عند حد، لكن يلزم مراعاة الوضع الصحي للممارس، وكذلك اختيار المسابح النظيفة المعقمة ولبس النظارة وسدادات الأذن، درءا لأي أخطار، وتجنب الإرهاق الزائد والقيام بعملية إحماء تشمل تمديد المفاصل والعضلات، تجنبا لحدوث الشد العضلي الذي قد يصيب الشخص خاصة إذا لم يكن منتظما على السباحة، ويراعى أيضا عدم السباحة بعد تناول وجبة ثقيلة. السباحة إلى جانب أنها متعة وترفيه، تعد من أفضل طرق النشاط الرياضي وأحد أسس الحياة الصحية السليمة، وهي مناسبة للجميع حتى للنساء الحوامل بعد الاستشارة الطبية، لكنها لن تؤتي ثمارها المرجوة إلا إذا تمت ممارستها بانتظام، وهذا قد يكون من الصعب تحقيقه، إلا إذا وضعت على رأس جدول الأعمال، لأن الصحة هي رأس المال.
إنشرها