مشاهير تواصل غسل الأموال

كان التركيز على صعود نجم مشاهير في وسائل التواصل على رداءة محتوى يقدمونه مع إسفاف لا يخفى، ونزعة لتوجيه المجتمعات إلى التفاهة والبذخ والاستهلاك، وعند التطرق إلى دخلهم مما يوصف بالإعلانات، كان الاتهام الجاهز يتموضع حول الحسد.
السلطات الكويتية فتحت الملف من زاوية أخرى، بعد معلومات عن تضخم أرصدة كثير منهم هناك وشبهات غسل أموال، والغسل يعني تنظيف كل الممارسات "التجارية" غير المشروعة. والخطورة في هذا تتجاوز غسل الأموال - وهي خطرة في حد ذاتها - إلى معرفة المستفيد النهائي، لتتكشف ربما خيوط سياسية لدول وأحزاب معروفة بالإرهاب وترويج المخدرات.
كانت البداية برصد حساب على "إنستجرام" لبيع الساعات الثمينة بالمزاد، قاد بدوره إلى حساب سيارات فارهة، لتتكشف شبكة غسل أموال يقودها الإيراني فؤاد صالحي ومعه كويتيان ومصري وعراقي يحمل جنسية أوروبية. وإذا اجتمع إيراني مع عراقي، فلا بد أن يقرع جرس الإنذار وضوء أحمر، لتدخل في دائرة الاشتباه داخل الكويت شركات لبيع مستلزمات التجميل والعطور. أموال ضخمة رصد تحويلها من الخارج لعشرات من مشاهير التواصل في الكويت يجري التحقيق معهم حاليا، وبالتعاون مع أجهزة الأمن في مجلس التعاون، تم رصد علاقة لهؤلاء بـ23 من مشاهير التواصل في السعودية.
المؤشرات أن علبة الديدان هذه كبيرة وعميقة، ربما تتضح درجة العمق قريبا، والأيام حبلى.
خطورة غسل الأموال معروفة، لكنها تصبح أكثر خطورة إذا ما تلمسنا النفس الإيراني وذيوله المتجسدة في حزب الشيطان اللبناني بفروعه في العراق واليمن وسورية.
كانت "التجارة" بمعناها الفضفاض، أهم وسيلة لاختراق إيران المجتمعات الخليجية والعربية لتسويق السموم، وتوظيف "رجال أعمال" ومشاهير الغفلة والتفاهة لغسل الأموال لمصلحتها، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، فليس هناك فرق في النتيجة. وكان لتصعيد أهمية هؤلاء المشاهير باللجوء إليهم للتسويق من قبل جهات رسمية، قيمة رسخت حضورهم، مع عدم رصد ما يقومون به، وكيف يتم بعناية وفطنة.
إنها فرصة عظيمة للتنظيف وفرز الصالح من الطالح، وردم الثغرات التي ينفذ منها الأعداء للإضرار بالاقتصاد والإعلام، وفي مضامينه التأثير السلبي طويل الأمد في المجتمع، نسيجا وقيما، وهو ما ينتظر العمل عليه من قبل السلطات السعودية فيما يخصنا، فنحن الأكثر استهدافا، وليس سرا أن الأعداء "والأعدقاء" يتربصون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي