Author

هل هناك فعلا أزمة منتصف العمر؟

|
من الطبيعي أن يمر الإنسان بمراحل عمرية مختلفة وهذا أمر منطقي وفق فطرة الله التي فطر الناس عليها، إلا أنه من الملاحظ أن بعض الأشخاص يصعب عليه التأقلم مع بعض هذه المراحل وهو ما نلمسه بوضوح من خلال الطيش الذي يمارسه بعض الشباب والاكتئاب واليأس الذي يعانيه بعض كبار السن. إذا أين أزمة منتصف العمر أو ما تسمى بالمراهقة الثانية؟ بالفعل لو دققنا النظر في تصرفات البعض ما بين الـ40 والـ50 من العمر لوجدنا أن بعضها غير متسق مع طبيعة ذلك الشخص ومع سلوكه فيما مضى، وهذه التصرفات تختلف من شخص لآخر. هذه المرحلة هي ما يسمى "أزمة منتصف العمر" وهو مسمى ليس بالقديم فأول من أطلق هذا المصطلح هو محلل نفسي كندي يسمى أليوت جاك، وذلك عام 1965 وقد نشر أليوت دراسته في "المجلة الدولية لعلم النفس"، مشيرا في دراسته إلى أن الشخص عند مروره بهذه المرحلة يكون قد وصل إلى ذروة الحياة، كما كشفت دراسة بريطانية إلا أن هناك عددا من المتغيرات التي تحدث في أزمة منتصف العمر سواء للرجل أو المرأة، فعند الرجل ينخفض مستوى هرمون "التوستيرون"، فتقل الخصوبة وتنخفض القوة العضلية، على حين أنه عند المرأة يبدأ إفراز هرمون "الإـستروجين" في التراجع. أبرز الأعراض التي تصاحب هذه المرحلة لدى الرجال هي "التصابي"، وكأنه يريد أن يقول لا للتقدم في السن! فتجده يبدأ يهتم بشكله الخارجي على نحو مبالغ فيه ويسعى إلى اقتناء السيارات الرياضية، وربما فكر في الزواج من امرأة أخرى ويكثر الخروج من البيت، أما المرأة فالأعراض لديها تكون عادة أقل وضوحا منها عند الرجل، وتراوح ما بين التوتر عموما وعدم الاهتمام الكافي بالزوج واختلاق المشكلات وربما تصل إلى الاكتئاب، وعلى الرغم مما سبق يرى بعض المحللين أن أزمة منتصف العمر ما هي إلا فترة من الاضطراب العاطفي النفسي تتميز برغبة قوية في التغيير، وأيا كان الأمر فإن علاج هذه الأزمة يسير إذا ما أحسن الطرفان فهمها فعلى الزوجة أن تمد يد المساعدة إلى زوجها، وعلى الرجل هو الآخر أن يفتح باب الحوار مع زوجته ويبادلها الثقة التي من المفترض أن تقوى مع الوقت، لكي يتمكنا من تجاوز هذه الأزمة إن حدثت بأمان.
إنشرها