Author

الدوم الصحي والاقتصادي

|
بلادنا غنية بثرواتها الطبيعية، منها ما هي تحت الأرض ومنها ما هي فوقها، ومن الثروات التي لم تلق الاهتمام الكافي نبات "الدوم"، الذي ينمو في عدد من مناطق المملكة، وهو شجرة معمرة يصل ارتفاعها إلى 30 مترا، ويقال، إنها سميت بالدوم لدوامها وطول بقائها. لشجرة الدوم أوراق مروحية الشكل، وثمار صلبة ذات لون محمر إلى بني في حجم البرتقالة تسمى في منطقة جازان "البهش"، وفي داخلها بذرة كبيرة صلبة بنية اللون وملساء، ويستفاد من جميع أجزاء هذه الشجرة ولذا تسمى في بعض مناطق مصر "بنت الخير"، فنجد أن أخشابها شديدة المتانة ولا تتأثر بالحشرات التي تتسبب عادة في تآكل الأخشاب، ولذا فإنه يمكن الاستفادة منها في صناعة الأبواب والأسقف الخشبية وفي أعمال النحت الفنية، وأما السعف فيمكن أن يكون مصدرا لصناعة الحبال والحصير والسجاد وجميع منتجات الخوص المختلفة. البذور تعد غذاء مناسبا للحيوانات خاصة الجمال، وأما الثمار، فقد ثبت علميا أن لها فوائد غذائية وصحية نظرا إلى احتوائها على عدد من المكونات المهمة كالمواد الكربوهيدراتية والبروتينات والدهون ومضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات، وأشارت دراسة علمية نشرت في مجلة Pharmacognosy Research إلى أن لثمار الدوم قدرة على تخفيض نسبة السكر في الدم وخفض مستوى الكوليسترول الضار، كما تفيد في علاج بعض السرطانات خاصة سرطان البروستاتا، وفي تعزيز الذاكرة ومحاربة الخرف وفي علاج الربو وتخفيض ضغط الدم، وفي المجال التغذوي، فإنه يصنع من الثمار ما يعرف بعصير الدوم الذي يحضر بنقع الثمار في الماء ثم تسخين المنقوع وتركه يبرد، كما يحضر أيضا ما يعرف بشاي الدوم، الذي يشتهر بقدرته على تخفيض ضغط الدم، وأشار بحث أجري في جامعة الملك خالد، بعنوان "أسرار ثمرة الدوم" إلى أنه بإضافة مسحوق ثمر الدوم إلى منتجات الخبز، فإن هذا يرفع من القيمة الغذائية ويحسن الخواص الحسية للخبز. إن على الجهات ذات العلاقة الحرص على المحافظة على هذه الثروة وتشجيع زراعة الدوم والإكثار منه ودعم الأشغال اليدوية والصناعات التقليدية الأصيلة المعتمدة عليه وتقديم كل ما يلزم من قروض ميسرة وتسهيلات لأصحاب هذه الحرف، وعلى الشركات الوطنية دراسة إمكانية إنتاج مصادر تغذوية منه، كما نأمل من مراكز البحوث تكثيف الدراسات العلمية عليه لاكتشاف مزيد من أسرار هذه الثروة الوطنية.
إنشرها