الرياض وواشنطن تؤكدان العمل معا لمنع طهران من تصدير الأسلحة وتمديد الحظر
أكدت السعودية والولايات المتحدة أنهما تعملان معا على منع إيران من تصدير الأسلحة، وتمديد الحظر المفروض عليها في هذا الشأن، فيما يعقد مجلس الأمن اليوم لقاء لبحث الاعتداءات الإيرانية، المباشرة وغير المباشرة، على المملكة.
وقال عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع براين هوك الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران وكبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية الأمريكي، أمس، في نادي ضباط القوات المسلحة في الرياض، إن المملكة تعمل مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة، حاثا المجتمع الدولي على تمديد حظر بيع الأسلحة لإيران، ومشددا على أن إيران تسعى لتقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية مع وجود الحظر.
وأوضح الجبير أن الميليشيات الحوثية قامت بـ1659 هجوما على مدنيين في السعودية، مبينا أنه منذ الثورة الإيرانية عام 1979 قامت إيران باغتيال 360 شخصا في جميع أنحاء العالم، إذ تتعامل مع عصابات تروج المخدرات والإجرام في جميع أنحاء العالم، وصنفتها الأمم المتحدة والعالم دولة داعمة للإرهاب، عادا إياها الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في العالم.
واستعرض الجبير جملة من الاعتداءات الحوثية التي استهدفت المدنيين في المملكة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة التي تقدمها إيران للمنظمات الإرهابية، مؤكدا العمل مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة، ومشيرا إلى أن إيران تسعى لتقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية بوجود الحظر، وإذا رفع الحظر ستكون أكثر شراسة وأكثر عدوانية.
وشدد الجبير على حرص المملكة على أمن المواطنين والمقيمين على أرضها وحماية منشآتها، وستبذل كل ما في وسعها وجهدها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، منوها بالمسؤولية الكبيرة على المجتمع الدولي ومجلس الأمن التي توجب عليهم ردع إيران ومنعها من تصدير الأسلحة للمنظمات الإرهابية أو دعم الإرهاب سواء كان في أفغانستان أو اليمن أو الجزيرة العربية أو سورية أو العراق أو في أي منطقة من مناطق العالم.
من جانبه، أوضح هوك أنه ناقش خلال زيارته المملكة حظر الأسلحة على إيران. وقال: "إن حظر الأسلحة الذي تم قبل 13 عاما لم يوقف نقل الأسلحة لإيران، لكنه كان سلاحا فعالا قانونيا ودبلوماسيا، أضعف قدرة إيران على نقل الأسلحة بشكل حر إلى حلفائها، مشيرا إلى أن رفع الإيقاف سيجعل إيران تحدث أسلحتها الموجودة، وتحصل على أسلحة جديدة وحساسة قد تصدرها إلى أذرعها في المنطقة، وزيادة القدرة الفعلية للأسلحة الموجودة لديها كالصواريخ، إضافة إلى تحديث القدرة البحرية وتشكيل تهديد أكبر للنقل البحري والملاحة الدولية.
وأكد هوك أن الولايات المتحدة ستضمن عدم حدوث ذلك حتى تغير إيران طريقتها، وتضمن عدم استهدافها جيرانها، وإيقاف الهجمات التي تشنها في المنطقة، مبينا أن حظر السلاح سيستمر وبدعم من السعودية والإمارات والبحرين، مشددا على أن فشل هذا الحظر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار وزيادة العنف.
وأوضح هوك أن الميليشيات الحوثية أطلقت على السعودية صواريخ نقلتها لهم إيران منذ عام 2016 وما زالت مستمرة في ذلك، وصودرت شحنتا أسلحة إيرانية في تشرين الثاني (نوفمبر) وشباط (فبراير)، وهذا انتهاك لقرار السلم 231 و216، وصودرت أيضا (اليوم) أسلحة في طريقها إلى الحوثي للهجوم على المملكة وهي دولة من دول "العشرين".
وأكد هوك أن السعودية والدول الأخرى تعمل مع مندوب الأمم المتحدة لدفع العجلة السياسية في اليمن، عادا تخفيض العنف في اليمن تحديا كبيرا، مشيرا إلى أن المملكة دعمت مقترحات المندوب الخاصة بالأمم المتحدة بما يخص وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء والطرق الرئيسة ودعم الرواتب المدنية إلى جانب قيامها بعملية سياسية شاملة.
وقال: "إن قادة إيران يرفضون الدبلوماسية ويعمقون جراح اليمن، ويدعمون بالصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة المتطورة، فيما تقدم المملكة والولايات المتحدة الدعم والمساعدة الإنسانية لليمنيين، مشيرا إلى أن المملكة تريد إنهاء الحرب وإيران تبحث عن حرب لا نهاية لها.
وأكد هوك وقوفه مع المملكة والدول الخليجية الأخرى، داعيا مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران لتأمين الاستقرار في المنطقة.
بعد ذلك أجاب الجبير وهوك عن أسئلة الصحافيين، حيث أكد الجبير أن النظام الإيراني منذ عام 1979 وهو يدعم الإرهاب والفتن ويتدخل في شؤون الدول الأخرى، ويقوم بدعم المنظمات الإرهابية كـ"حزب الله" والحوثي بالأسلحة والصواريخ، ويعمل مع منظمات المخدرات في أمريكا الجنوبية، ويشترك في عمليات التهريب التي يعتمد عليها النظام الإيراني للوصول لأكثر من 360 كيانا ضد المدنيين في العالم.
وقال الجبير: إن إيران استخدمت المصادر التي تتلقاها عن طريق الاتفاقيات الداعمة لبناء المستشفيات والطرق لدعم الخراب في سورية والعراق واليمن.
من جهته، لفت هوك إلى أن المملكة تستثمر في شعبها لبناء مستقبل مشرق من خلال رؤية المملكة 2030 بخلاف النظام الإيراني الذي يخسر لدعمه الإرهاب والخراب والفشل.
وحول الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة تجاه هجمات ميليشيا الحوثي على المملكة، قال هوك: "سيكون هناك لقاء في مجلس الأمن غدا وهو فرصة للأمميين عامة في تقديم تقرير للجنة الخبراء الذين سيعرضون عددا من الموضوعات التي تهم السعودية، لافتا إلى أن المملكة تتعرض لهجوم من الشمال من قبل إيران وبأسلحة إيرانية وتهاجم من الجنوب أيضا عبر الحوثيين، عادا ذلك انتهاكا لحظر الأسلحة الإيرانية.
وقال: "عندما ترفع العقوبات عن إيران ستعمل على تدريب وتسليح حلفائها، مشيرا إلى أن إيران منعت مفتشي الطاقة الذرية من الوصول إلى المنشآت النووية والإجابة عن الأسئلة الأساسية التي قدمت من قبل المفتشين في الأمم المتحدة.
من جهته، قال الجبير: "على الرغم من أن الاتفاق النووي ضعيف إلا أن إيران لا تحترمه وتستمر في منع المحققين الدوليين من القيام بدورهم.
فيما قال هوك: "نحن نعيد تموضع دفاعاتنا في المنطقة ونتعامل بقدرات دفاعية جوية لنحافظ على تأهبنا، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لها قدرات في السعودية ستتعامل مع أي حالة طارئة بخصوص إيران إذا ما اقتضت الحاجة، وستواصل العمل مع القوات المسلحة السعودية.
وعد المملكة الشريك الأمني القريب جدا من الولايات المتحدة، حيث تتشاركان في عدة ملفات متعلقة بتهديدات وتقييمها، وتقفان ضد الاختبارات الصاروخية الباليستية ونشرها.
وأكد هوك أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته ويضغط على إيران بشكل كبير لوقف دعم المنظمات الإرهابية وتهريب الأسلحة، مبينا أن الرغبة تجاه إيران هي أن تكون دولة طبيعية تعيش ضمن نطاق المجتمع الدولي تحترم الأمن والقوانين الدولية والسيادة ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وأن تتوقف عن عمل أنظمة الصواريخ الباليستية والإرهابية.
وكان الجبير وهوك قد اطلعا قبل المؤتمر الصحافي على نماذج من الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع والمنشأ التي أطلقتها الميليشيا الحوثية على مدن وقرى المملكة وذلك في المعرض المصاحب للمؤتمر.
وقدم لهما العقيد ركن تركي المالكي متحدث "التحالف" شرحا موجزا عن تلك الصواريخ وأماكن اعتراضها من قبل قوات التحالف.