%40 من مستخدمي «مواقع التواصل» مستعدون لمنح بياناتهم لشركات مقابل خدمات
أدت الشعبية المتزايدة لشبكات التواصل الاجتماعي إلى توجه مليارات المستخدمين لها والاعتماد عليها يوميا في جميع جوانب الحياة، حيث باتت تحوي الملايين من المعلومات حول المستخدمين وسلوكياتهم، على شكل ملفات أو ما يعرف بأنظمة الرصيد الاجتماعي، التي يجري استخدامها في تقييم المستخدمين، إذ يمكن للشركات والحكومات - على سبيل المثال - تقييم الأشخاص المؤهلين للحصول على وظيفة معينة أو خدمة في العالم الواقعي.
فقد قال 51 في المائة من المستخدمين إنهم سيرضون أن تراقب الحكومات أنشطتهم التي يمارسونها في وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته، وذلك وفقا لأحدث تقرير لكاسبرسكي في شأن "الاعتمادات الاجتماعية والأمن، احتضان عالم التصنيفات"، الذي يكشف عن تصورات الأفراد لمسألة التصنيفات الاجتماعية ومدى استعدادهم ليكونوا جزءا من هذا نظام للرقابة هذه المسألة، في الوقت نفسه، أبدى 67 في المائة من المستطلعة آراؤهم في دراسة كاسبرسكي استعدادهم للكشف عن بياناتهم الشخصية، مقابل الحصول على صفقة مهمة في متجر ما عبر الإنترنت، لكن يظل عمل هذه الأنظمة المؤتمتة للخدمات المستندة إلى البيانات مبهما لعديد من المستخدمين، إذ أقر 45 في المائة من جميع المستخدمين المشاركين في الاستطلاع، بأنهم ما زالوا لا يستطيعون معرفة آليات عمل تلك الأنظمة.
وأظهر التقرير أن نحو نصف المشاركين الذين بلغت نسبتهم 46 في المائة في الاستطلاع الذي شمل 21 دولة في أنحاء العالم، سمعوا بنظام الرصيد الاجتماعي. ومع ذلك، ما زال بعض الغموض يلف كيفية عمل هذه الأنظمة ومدى فاعلية تنفيذها، على الرغم من تنامي شهرتها واتساع نطاق استخدامها.
وواجه 45 في المائة من المستخدمين مشكلات في فهم كيفية عمل نظام الرصيد الاجتماعي. ويمكن أن يعد الناس أن من المستحيل اكتشاف نقاط أرصدتهم الاجتماعية، وكيف تحتسب وكيف يمكن تصحيحها إذا كانت فيها أخطاء، ولكن علاوة على ذلك، يبقى من الصعب معرفة الخيارات التي تتخذها هذه الأنظمة وما إذا كان من الممكن الاعتماد عليها، ولا سيما من ناحية الأمن، نظرا إلى استنادها إلى خوارزميات تعلم الآلات المؤتمتة.
ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع الشركات من جمع مزيد من البيانات عن المستخدمين، ولا سيما عندما يكونون على استعداد للسماح بهذا. وأظهر التقرير أن أكثر من 40 في المائة من المشاركين في الدراسة مستعدون لمشاركة الشركات بياناتهم الشخصية الخاصة في مقابل الحصول على أسعار أفضل وخصومات أكبر وتلقي خدمات خاصة. وعلاوة على ذلك، فإن المستخدمين أبدوا استعدادا أكبر لمشاركة ملفاتهم الشخصية الخاصة بحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي في مقابل الحصول على منافع في جوانب أخرى من حياتهم اليومية.
ومع أن المشهد الرقمي الراهن قد يجعل الأمر يبدو وكأن مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت أمر لا مفر منه، فإن حماية الخصوصية، سواء على الإنترنت أو في العالم الواقعي، تظل ممكنة، لذلك يجب على المستخدمين اتخاذ الخطوات لحماية أنفسهم وهي الدراية بالمعلومات الشخصية التي يجري مشاركتها عبر الإنترنت. وعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي تشجع على مشاركة الآخرين، فإن أي معلومات تنشر تظل عرضة لخطر الوقوع في الأيدي الخطأ، وينبغي للمستخدم الحرص على حذف حسابه وسجل نشاطه؛ إن أمكن عند التوقف عن استخدام تطبيق أو خدمة ما والتحقق من الخدمات التي يمكنها الوصول إلى الحسابات الشخصية.
كما يجب الحذر عند مشاركة الآخرين المعلومات الشخصية، كونها من الممكن أن تشكل خطراً عليه من عدة جهات مختلفة، ومن الأساليب المتبعة في جذب المستخدمين للإفصاح عن بياناتهم، الاستبانات الإلكترونية، فقد يمنح استطلاع عبر الإنترنت، - على سبيل المثال - خصما عند التسوق من علامة تجارية ما، ولكن قد تؤدي مشاركة المستخدم إلى انكشاف معلومات عنه أكثر مما قد يريد. لذلك فإن اليقظة بشأن الأنشطة الممارسة عبر الإنترنت مطلوبة.