Author

السؤال الخامد

|
عانى أحد زملائي، مثل كثيرين، أثناء تشييد منزله. استدان مبلغا من أحد أصدقائه المقربين على أن يرده إليه بعد عامين. خلال هذين العامين انقطع صديقه عن التواصل معه تماما بعد أن كان يغمره باتصالاته ويغمره بتهانيه. وعندما أعاد زميلي المبلغ إلى صديقه بعد أن وفقه الله وجمع المبلغ الذي استدانه منه، سأله سؤالا ظل خامدا في صدره لمدة 24 شهرا: "لماذا لم تتواصل معي طوال عامين؟". أجاب بصوت خفيض: "خشيت عندما أتواصل معك فتشعر أنني أذكرك بالمبلغ الذي استدنته مني. مشاعرك أهم ما يعنيني. ومحبتك كبيرة في داخلي. أرجو أن تسامحني".
هذا الصديق لم يكن كريما في مساعدة صديقه فحسب، وإنما كان نبيلا عندما راعى مشاعره.
قد نختلف مع تصرفه لكن نتفق على مروءته وفروسيته.
أهم خصلة يجب أن نتحلى بها مع رفقائنا هي إحسان الظن بهم.
ظروف الآخرين مدفونة في أعماقهم ويصعب جدا سبر أغوارها، فأفضل ما يمكن أن نقوم به هو إحسان الظن بهم. نكرمهم فيكرموننا.
في هذا العالم المأهول بالتحديات والعراقيل والخيبات نحتاج إلى علاقات عميقة تقودنا إلى لحظات طمأنينة نتوق إليها.
في علاقاتنا مع الآخرين يجب أن ندرك أن هناك أشياء نحفظها وأشياء نحافظ عليها. نحفظ كرامة الأصدقاء ونحافظ على استدامة العلاقة معهم.
نودع أسرارهم في جوفنا ونغلق عليها. ونثق بهم لتسمو علاقتنا معهم وترتفع.
لا شيء يعود كالسابق فاحذر أن تكسر شيئا جميلا.
وأحيانا نكسر علاقتنا بسلوك أو تصرف أو كلمة كان بوسعنا تجاوزها بسهولة.
هناك أشخاص تحتاج إلى وجودهم بالقرب. ليس من المهم أن نتواصل معهم يوميا. لكن إحساسنا بوجودهم قريبين منا يمنحنا حياة في الحياة.
هؤلاء اعتن بهم جيدا وامنحهم دعواتك ورفقك.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها