تجارب كورونا
فرضت الحالة الوبائية - كورونا المستجدة - حالات من الاستثناءات في الإجراءات في قطاعات مختلفة بهدف التخفيف من الاختلاط والاحتكاك ما أمكن ذلك تجنبا لتفشي العدوى، أو لتوفير مخزون من سلعة ما أو انكشاف طريق غش وتجفيف لسلعة أو سلع.
ولكل قطاع تجارب في هذا الشأن. كتبت سابقا عن ضرورة التوثيق في منصة عصف فكري إداري ليستفاد من النجاحات والأخطاء، أبرز ما كثر طرحه وكثر النقاش حوله هو "العمل عن بعد" عموما، و"التعليم عن بعد"، وكلاهما لا يمكن تأكيد نجاح التجارب فيهما، خاصة في وقت إغلاق وحظر ودون فحص حقيقي وتقييم للإنتاجية ورصد لرأي المستفيدين.
هناك تجربة علمت عنها من بعض الأصدقاء من رجال الأعمال، أيضا فرضتها الحالة الكورونية لتخفيف الاحتكاكات، تم العمل بها في بدايات الحظر وهي، عدم السماح للشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من الخارج إلى المنافذ الجمركية السعودية بالدخول، إذ يتم إنزال الشحنة وتحميلها بشاحنة من الداخل، ولست أعلم هل ما زال يعمل بها أم لا؟ إلا أنها تجربة مهمة دراستها ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها، وانظر إلى الموضوع من نواح أمنية واقتصادية؛ فالمعروف أن تهريب المخدرات أكثر ما يستخدم من وسائل التهريب، شاحنات النقل لسلع غذائية أو غيرها، وفحص هذه الشاحنات والتدقيق فيما تحمله أو ما أخفي في هيكل الشاحنة تكلف الجمارك ومكافحة المخدرات جهودا بشرية ومادية ضخمة، ولو اتضح إيجابية إنزال حمولات الشاحنات الأجنبية في المنافذ ثم نقلها بشاحنات سعودية إلى الداخل اقتصاديا سيحقق فوائد عدة، صحيح أن تهريب المخدرات يتم أيضا عن طريق النقل البحري، لكن لو أقفل أو تم الحد منه بهذه الطريقة بريا، هذا يعد في تقديري نجاحا كبيرا، إضافة إلى أن ما يعود من جراء ذلك إيجابيا على قطاع نقل البضائع الداخلي وعلى حماية الطرق من سوء الاستخدام لشاحنات غير ملتزمة بالمقاييس والأوزان. هذا واحد من الإجراءات التي طبقت استثناء، فأصبحت في اليد حالة يمكن دراستها وأعتقد أن هناك تجارب أخرى شبيهة يمكن عقد ندوة أو منتدى محلي لها؛ ليس على سبيل المباهاة، بل للاستفادة، كما أن هناك حالات متوقعة في الطريق ستفرضها حالة التقشف التي اضطرت إليها الحكومة أيضا تستحق الرصد والدراسة لغرض الاستفادة في تعميمها أو عدم اللجوء إليها مستقبلا.