الناس

في «ماراثون القراءة» .. كورونا تحيل 2020 لسنة القراءة الخطرة

في «ماراثون القراءة» .. كورونا تحيل 2020 لسنة القراءة الخطرة

بدأ عام 2020 بصفته "عام الخط العربي" بمبادرة من وزارة الثقافة لكن سرعان ما تحول هذا العام ليكون عاما ثقافيا بامتياز، مع إطلاق وزارة الثقافة لمجموعة مبادراتها "الثقافة في العزلة" لاستثمار وقت العزلة خلال جائحة كورونا، ومنها "ماراثون القراءة" التي تهدف لقراءة 100 ألف صفحة أسبوعيا، واستقبلت القراء عبر منصة إلكترونية من مختلف الشرائح.
أعاد حجم التفاعل مع مبادرة وزارة الثقافة "ماراثون القراءة"، الذي تجاوز حاجز الــ 300 ألف صفحة مقروءة خلال أول ثلاثة أسابيع من الماراثون، السؤال حول علاقة السعوديين بالقراءة. فعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات حديثة عن معدلات القراءة في العالم العربي بشكل عام والسعودية بشكل خاص، حتى الآن لا توجد طريقة ثابتة وموثوقة لجمع البيانات إلا من خلال استطلاعات الرأي، وسجل الزيارات والاستعارات للمكتبات العامة، ونسبة شراء الكتب من معارض ومتاجر الكتب سنويا، إلا أنه وبحسب تقرير مؤسسة بريطانية متخصصة في قياس درجة الثقافة العالمية عن معدلات القراءة في العالم لعام 2018 بلغ معدل القراءة للفرد السعودي ست ساعات و54 دقيقة أسبوعيا.
"سنة القراءة الخطرة" هو عنوان كتاب ألفه آندي ميلر يتحدث فيه عن تجربة قراءة 50 كتابا خلال سنة واحدة، كان قد أجل قراءتها لـ 37 سنة لكنه قرأها أخيرا، كتب تعد من أعظم الإنتاج الإنساني وأشهره، ويوجه ميلر كتابه هذا للقارئ الكسول، حيث يحثه على القراءة ممنيا إياه بالمتعة العظيمة، التي سيحصل عليها.
وبالتوازي مع مفهوم "سنة القراءة الخطرة"، اتضح من خلال مبادرة "ماراثون القراءة" أن الجميع في إمكانه أن يصبح آندي ميلر، حيث وضعت وزارة الثقافة هدف قراءة 100 ألف صفحة خلال أسبوع، لكن الذي حدث أنها قرئت هذه الـ100 ألف وزيادة في غضون ثلاثة أيام فقط، وبلغ عدد الصفحات المقروءة أكثر من 318 ألف صفحة خلال أول ثلاثة أسابيع من إطلاق المبادرة.
وإن استمر الرقم على هذه الوتيرة حتى نهاية الماراثون، حتما ستكون سنة القراءة الخطرة لجميع القراء.
وبالعودة إلى تقرير المؤسسة البريطانية، فقد لفت إلى أن النتائج جاءت على عكس البيانات والإحصاءات، التي نشرت سابقا عن المنطقة العربية عام 2016، حيث أتت نتائج هذا التقرير ردا "موضوعيا" على الأرقام المتداولة حول ما يعده بعضهم "أزمة قراءة" أو "فجوة قراءة"، وما يروج من أن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى الربع صفحة للفرد سنويا، وأن المواطن العربي يقرأ بمعدل ست دقائق سنويا، كما ورد عن منظمة اليونسكو.
استند التقرير على استبيان إلكتروني ضخم شارك فيه ما يزيد على 148 ألف مواطن من كل الدول العربية، ومن مختلف الفئات، منهم 60680 طالبا وطالبة من مختلف المراحل التعليمية، و87614 من غير الطلبة والمنتمين إلى شرائح اجتماعية ومهنية مختلفة. وبحسب هذا التقرير، فإن المعدل العربي لساعات القراءة سنويا 35.24 ساعة سنويا، فيما بلغ المتوسط العربي لعدد الكتب المقروءة سنويا أكثر من 16 كتابا في السنة.
وجاءت 12 دولة فوق درجة المتوسط العربي من حيث عدد الكتب المقروءة سنويا، تأتي على التوالي: المملكة، لبنان، المغرب، مصر، الإمارات، تونس، الأردن، البحرين، فلسطين، الجزائر، وعُمان، وهي الدول ذاتها التي تأتي فوق متوسط إجمالي ساعات القراءة سنويا باستثناء عُمان.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس