مسجد القبلتين .. قصة 1439 عاما من التاريخ
يقف مسجد القبلتين بمئذنتين شامختين على ربوة من الحرة الغربية في المدينة المنورة، وهو من المعالم الإسلامية والتاريخية المهمة ذات الارتباط الوثيق بسيرة الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم.
وبنى المسجد، بنو سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام الثاني للهجرة النبوية المباركة، أي قبل نحو 1439 عاما.
ونزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتحول بالقبلة إلى الكعبة المشرفة بعد أن كانت إلى بيت المقدس، وكان ذلك في 15 شعبان من العام الثاني للهجرة.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزور أم بشر من بني سلمة معزيا، فصنعت له طعاما، وعند صلاة الظهر نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة.
ومنذ ذلك التاريخ عرف المسجد باسم "مسجد القبلتين" لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فيه شطر صلاته قبل المسجد الأقصى، والشطر الآخر قبل المسجد الحرام، وتوالت على مر التاريخ الإسلامي عمارة وتوسعة مسجد القبلتين. وفي هذا العهد؛ يحظى المسجد بالاهتمام الكبير والعناية الفائقة، فقد جدد وعمر وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية، مع إضفاء اللمسة الهندسية المعمارية ذات الطابع الإسلامي.
ولا تقتصر الصلاة في مسجد القبلتين على الرجال فحسب، بل للنساء نصيب أيضا، فقد خصصت لهن مصليات خاصة، ويظل هذا المسجد عامرا بالوفود وإقامة الصلاة آناء الليل وأطراف النهار.
وفي مكان غير بعيد عن المسجد، يجد زائر المدينة المنورة متنفسا له ولأطفاله في الحديقة المجاورة للمسجد، حيث يضع البعض أطفالهم يلهون حتى يتم الانتهاء من صلواتهم مع قضاء أوقات لهو ممتع في روحانية طيبة الطيبة.