ازدياد إقبال المستخدمين في السعودية على الاستماع لـ «البودكاست» خلال منع التجول
ظهرت منذ أعوام على السطح تقنية البودكاست التي تعرف بأنها، عبارة عن بث إذاعي للمحتوى الصوتي على الإنترنت، الذي يختلف بدوره عن الراديو من حيث إمكانية الاستماع للبث، سواء كان بطريقة مباشرة أو في أي وقت آخر، لكن بسبب تفضيل المستخدمين محتوى الفيديو وقلة منصات البودكاست المعروفة التي تقدم محتوى جاذبا، عانت هذه المنصات فترة قبل أن يرتفع الإقبال العالمي عليها خلال الأشهر الماضية في إطار الازدهار المستمر، الذي يشهده قطاع البث الصوتي في جميع أنحاء العالم، والارتفاع المفاجئ الذي طرأ على نسبة العمل من المنزل مع بداية أزمة كورونا.
«البودكاست» في السعودية
في السعودية خصوصا، نما الإقبال على المتابعة والاستماع لمنصات البودكاست بشكل غير مسبوق، حيث يوجد الآن نحو 5.1 مليون مستمع منتظم للبودكاست في السعودية، وتستمع واحدة من كل أربع نساء أي ما تصل نسبتهن تقريبا إلى 21 في المائة لها أسبوعيا، حيث كان اهتمام السعوديين بطبيعة السرد القصصي في البودكاست من أبرز نتائج التقرير الذي كشفت عنه شركة الاستشارات العالمية في مجال خدمات البث "ماركيتيرز" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يستمع للبث نحو 23 في المائة من السكان البالغين في المملكة، ويعد 15 في المائة منهم مستمعين منتظمين بمعدل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
وأوضحت الإحصائيات أن النساء يصفن أنفسهن بالمستمعات المنتظمات بنسبة 21 في المائة، وهو ما يشكل نحو ضعف نسبة الرجال البالغة 11 في المائة، وما يؤكد أن السيدات أكثر اهتماما بوسائط البث الصوتي، وتكمن الأسباب وراء تفضيل النساء للبودكاست في أن هذه الوسائط تقدم محتوى مخصصا يلبي اهتماماتهن المحددة وفق ما أشارت إليه 69 في المائة منهن، علاوة على إمكانية الاستماع إليها في أثناء قيامهن بأشياء أخرى حسبما أفادت 61 في المائة، كما تهتم السيدات بطبيعة السرد القصصي للبودكاست 49 في المائة.
يذكر أن الدراسة التي أجريت خلال تفشي مرض «كوفيد - 19»، شملت آراء أكثر من ألفي شخص بالغ في المملكة، وأظهرت النتائج أن تسعة من كل عشرة أشخاص 93 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يثقون بالبودكاست أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى.«البودكاست والأجهزة الذكية»
لم تعد الهواتف الذكية هي الأجهزة الوحيدة للاستماع لمحتوى البودكاست كما كانت سابقا، فقد كشفت "ديزر" المتخصصة في مجال البث الصوتي عن ظهور سلوكيات جديدة لاستخدام البث الصوتي حول العالم، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، ففي حين أن الاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل يؤثر في البث الصوتي، إلا أن هذا الأمر يشهد تحولا إيجابيا تجاه استخدام الأجهزة المنزلية.
فعند البقاء في المنزل يتم الاعتماد بشكل أقل على الهواتف المحمولة، وفي المقابل، يرتفع استخدام الأجهزة المنزلية، حيث شهدت أجهزة التلفاز الذكي تهافتا أكبر مع تزايد البث الصوتي على مكبرات الصوت والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، فقد وصلت نسبة الزيادة في البث الصوتي العالمي من خلال أجهزة التلفاز إلى 66 في المائة، في حين نمت 18 في المائة على الأجهزة اللوحية، و15 في المائة على أجهزة الكمبيوتر.
وقال طارق منير؛ الرئيس التنفيذي لشركة "ديزر" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، "يختلف أسلوب الحياة أثناء فترة الحجر المنزلي تماما عن الروتين اليومي العادي، فهو يشمل ترفيه الأطفال، والمحافظة على اللياقة البدنية وإيجاد توازن بين العمل والوقت الشخصي، ولاحظنا أن هناك تغييرات في سلوك المستخدم، إذ تتولى الأجهزة المنزلية اليوم مهام البث الصوتي. كما اكتشفنا أن فترة ذروة البث الموسيقي تغيرت حاليا بمعدل ساعة واحدة أو ساعتين عن الوقت المعتاد. ولم تعد لدينا اختلافات واضحة بين أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع".
وتابع، "تعد البودكاست من أهم السبل المفيدة والممتعة للتعلم والتعرف على مختلف الموضوعات المفضلة لدينا، إذ يمكن للأفراد من خلال الاستماع إلى البودكاست قضاء وقت ممتع أو بكل بساطة الاسترخاء والشعور بالراحة. وما زالت المساعي مستمرة من خلال إطلاق خدمات وقنوات جديدة إلى مساعدة الأفراد على الترفيه والتسلية في الفترة الراهنة التي نمر بها. ويعد الاستماع إلى البودكاست، أحد أهم الطرق للاستفادة من الوقت، خاصة في هذه الظروف".
وعلى الصعيد العالمي، هناك تحول في سلوك المستخدم في الاستماع إلى البودكاست، وعلى الرغم من تراجع الاستماع إلى البودكاست العالمي، إلا أن موضوعات مثل الأطفال والرياضة والتأمل ازدهرت وزاد عدد المستخدمين النشطين يوميا لمحتوى بودكاست الأطفال 218 في المائة وذلك في ظل قدرة الآباء على تحقيق التوازن بين العمل من المنزل وتسلية أطفالهم. كما زاد الطلب على التدريب الرياضي 194 في المائة وعلى التأمل 132 في المائة.