Author

نتباعد كي نحيا

|

كلما زاد التزامنا بملازمة المنازل، اقتربنا خطوة من تخفيف الإجراءات الاحترازية والعودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي. لا أحد يقول، إن المسألة سهلة. هناك عبء نفسي واجتماعي وصحي. وهناك خلافات قد تحصل مع ملازمة المنزل. والأطفال الصغار يجدون عناء في فهم بعض التفاصيل، مثل حرمانهم من الخروج إلى الملاهي أو المطاعم أو الحدائق.
هذه مشكلات ننجح في احتوائها تارة ونفشل أخرى، لكن المحصلة النهائية تتمثل في عبارة واحدة: "الزم بيتك".
الصرامة التي تتعامل من خلالها وزارة الداخلية مع منع التجول، موجودة في مختلف دول العالم. بل إن دولا مجاورة أخذت إضافة إلى الغرامة بمبدأ التشهير بالمخالف عند تكرار المخالفة.
منع التجول له آثار اقتصادية على كثير من القطاعات، لكنه الوسيلة الوحيدة التي تؤكدها منظمة الصحة العالمية لتطويق الوباء. القيادة في بلادنا أعلنت سلسلة مبادرات تستهدف تخفيف الأثر الاقتصادي لهذه الجائحة. هناك ضغوط كبيرة على الآباء والأمهات، وعلى الشباب والفتيات، بسبب تأثيرات هذا الظرف الصحي العالمي. لذلك، فإن العقلاء يتفقون مع المتخصصين أن منع التجول الحل الوحيد. وخلو الشوارع في مدننا مزية تحسب لأبناء هذا الشعب النبيل وللمقيمين فيه. ولعلنا نسعد قريبا بسماع خبر عن الوصول إلى لقاح يقضي على الفيروس، والحقيقة أن مختبرات كثيرة حول العالم، وبعضها داخل المملكة، تسعى إلى تحقيق هذا الهدف. حتى يتحقق ذلك، علينا أن نتصالح مع ملازمة المنزل، وأن نتصالح مع تأجيل بعض العادات الاجتماعية النبيلة. ومن الأمور التي علينا أن نتهيأ لها، أن نترقب رمضان ونعد أنفسنا لاستقباله بطريقة تختلف عن الأعوام السابقة. وهذا الأمر لا يقلل من احترام الشهر الفضيل وروحانيته، لكنه ينسجم مع الإجراءات الاحترازية العالمية. لقد شهدنا كيف أسهم التقارب الاجتماعي بلا حذر في زيادة الإصابات في مجتمعات كثيرة.
 

إنشرها